حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة

          177- قوله: (فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ) [خ¦3277] أي: حقيقة علامة للمَلائكة على دُخول رَمَضَانَ وتعظيم حُرمته، أو كِناية عن تنزل الرَّحْمة.
          ولأبي ذَرٍّ: «أَبْوَابُ السَّمَاءِ»، ولا تضاد في ذلك؛ لأنَّ أبوابَ السَّماءِ يُصْعَدُ منها إلى الجنَّة.
          قوله: (وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ) أي: حقيقةً أو كِنايةٌ عن تنزُّه أنفس الصُّوَّام عن رِجْسِ الفَواحِش، والتَّخلُّص منَ البَوَاعِثِ على المعاصي بقَمْع الشَّهواتِ.
          قولُه: (وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِيْنُ) أي: مُسترِقُو السَّمْع، أي: تسلْسلوا حقيْقةً؛ لأنَّ رَمَضانَ كان وَقْتَ نُزولِ القُرآن إلى سماءِ الدُّنيا، وكانتِ الحراسةُ قد وقعتْ بالشُّهُبِ، كما قالَ تعالى: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} [الصافات:7].
          فزِيد التَّسلْسُل في رَمَضانَ مُبالغةً في الحِفْظِ.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في البابِ السَّابقِ أيضاً.