حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوةً لم يضره...

          211- قوله: (عَنْ أَبِيْهِ) [خ¦5445] هو سَعْدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ ☺.
          قوله: (تَصَبَّحَ) بتشديدِ المُوحَّدة، / أي: أكلَ صباحاً قبل أن يأكُلَ شيئاً.
          وفي رِوايةٍ: «أَصْبَحَ»، وهو بمَعنى ما قبله.
          قوله: (سَبْعَ) وفي رِوايةٍ: «بِسَبْعِ».
          قوله: (تَمَرَاتٍ عَجْوَةً) بتَنْوينهما مجرورَيْنِ، فالثَّاني عَطْفُ بَيانٍ ويُنصب على التَّمْييز.
          وفي رِواية أبي ذَرٍّ: «تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ»، بإضافةِ «تَمراتِ» لِتاليه، منْ إضافةِ العامِّ للخاصِّ.
          فالرِّواياتُ ثلاثٌ، وزادَ في رِواية [م 24528]: «مِنْ تَمْرِ العَالِيَةِ».
          وفي رِوايةٍ: «تَمْرِ المدِيْنةِ»، وهيَ أعمُّ ممَّا قبلها؛ لأنَّها تشملُ تَمْرَ غيرِ العالِيةِ.
          قوله: (لم يَضُرَّهُ) بفتح الياءِ، وضمِّ الضَّاد، وتشديد الرَّاءِ، من الضَّرَرِ.
          ولأبي ذَرٍّ، عنِ الكُشْميهنيِّ: «لم يَضِرْهُ»، بكسرِ الضَّادِ، وسُكون الرَّاءِ، مِنْ ضَارَهُ يَضِيْرُهُ ضَيْراً، إذا أَضَرَّهُ.
          وليس هذا مِن طَبْعِها، إنَّما هو مِن بركةِ دَعْوةٍ سبقتْ، كما قالَ الخطَّابيُّ(1).
          وقال النَّوويُّ(2): تخصيصُ عَجْوةِ المدِيْنةِ وعددِ السَّبْع من الأُمور التي علِمَها الشَّارعُ، ولا نعلم نحنُ حِكْمتَها، فيجِبُ الإيمانُ بها.
          وظاهرُ الحديْث اختصاصُ ذلك بالمتناوَل نَهاراً، وظاهرُه المُواظَبةُ على ذلك.
          قوله: (في ذلِكَ اليَوْم) مُتعلِّق ﺑ (يَضُرَّهُ).
          وقوله: (سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ) زادَ في رِوايةٍ: «إلى اللَّيْلِ».
          وهذا الحديث ذكَره البخارِيُّ في: باب العَجْوَةِ [خ¦5448].


[1] أعلام الحديث 3/2054.
[2] شرح مسلم 14/3.