حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان فأتيت بطست من ذهب

          159- قوله: (بَيْنَا) [خ¦3207]هي بغير ميْمٍ.
          وقوله: (عِنْدَ البَيْتِ) أي: المعهود، وهو الكَعْبةُ.
          ولا تَنافِي بين هذه الرِّوايةِ ورِواية «فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي» [خ¦3342]، ورِواية: «كُنْتُ في بَيْتِ أُمِّ هانئٍ»(1)، ورِواية: «كُنْتُ في شِعْبِ أبِي طَالِبٍ»(2)؛ لأنَّه كان أوَّلاً في بيتِ أُمِّ هانئٍ وهُو(3) عِنْد شِعْبِ أبي طالبٍ.
          والإضافةُ في «بَيْتي» لأدنى مُلابَسَةٍ، فنزلَ عليه جِبْريلُ ومِيْكائيلُ وإسْرافِيْلُ فاحتملُوه حتَّى وضعوهُ في الحِجْرِ.
          قولُه: (بَيْنَ النَّائِمِ وَاليَقْظَانِ) أي: بين حالةِ (النَّائمِ) وحالةِ (اليَقْظان)، وهذا محمولٌ على ابتداءِ الحالِ، ثمَّ استمرَّ يَقْظاناً في القِصَّة كُلِّها.
          وأمَّا ما وقعَ في رِواية شَرِيْكٍ في التَّوْحيد [خ¦7517] في آخرِ الحديث: «فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ»، فإنْ قُلْنا بالتَّعدُّد فلا إشكال؛ وإلَّا حملَ على أنَّ المرادَ ﺑ (اسْتَيْقَظَ) أنَّه أفاقَ ممَّا كان فيه منْ شغلِ البالِ لمُشاهَدة الملَكُوتِ ورجعَ إلى العالَم الدُّنْيويِّ.
          وقال عبد الحقِّ في «الجمْع بينَ الصَّحيحَين»: رِوايةُ شَريكٍ أنَّه كانَ نائماً زِيادةٌ مجهولةٌ، ثمَّ قالَ: وشَريْكٌ ليسَ بالحافِظِ(4).
          قوله: (وَذَكَرَ) أيْ: النَّبيُّ صلعم (بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ) بأنْ قالَ: بَيْنا أَنا عِنْد البيْتِ بين النَّائم واليَقْظان بينَ الرَّجُلَيْن.
          وقد ثبتَ أنَّ المُرادَ بهما: حَمْزةُ عَمُّه، وجعْفرٌ ابنُ عَمِّه؛ فإنَّ النَّبيَّ صلعم كان نائماً بينَهما، وفي ذلك دليلٌ على تواضُعه صلعم حيثُ لم يجعل لنفسه الشَّريفة مَزِيَّةً على غيره، وعلى أنَّه يجوز نومُ جماعةٍ معاً بشرطِ أن يكونَ كلٌّ منهم ساتِراً لعَوْرته عن الآخر.
          وفي رِوايةِ الأَصِيْليِّ وأبي الوَقْتِ: «يَعْنِي: رَجُلاً بَيْنَ رَجُلَيْنِ».
          قوله: (فَأُتِيْتُ) بضمِّ الهمْزة، مبْنياً للمجهول.
          قوله: (بِطَسْتٍ) بفتح الطَّاءِ، وسكون السِّيْن المهملة أوِ الشِّيْنِ المعجمة أوِ السِّين المشدَّدة.
          قوله: (مِنْ ذَهَبٍ) إنَّما كان من ذَهَبٍ إشارةً إلى ذهابِ الأذى عنه صلعم.
          فإنْ قلْتَ: إنَّ استعمالَ الذَّهَبِ حَرامٌ!؟
          أُجِيْبَ بأنَّه لم يحرَّم حيْنئذٍ؛ لأنَّ تحريمَه كان بالمديْنة بَعْد الهِجْرة، والإسْراءُ كان بمكَّةَ قبل الهِجْرة.
          أو يقال: إنَّ المستعمِلَ لَه هو الملائكةُ.
          قوله: (مُلِئَ) بضمِّ الميْم، وكسر اللَّام، فهمزةٌ، مبْنياً للمفعول، والتَّذكير باعتبار كونه إناءً.
          ولأبي ذَرٍّ، عنِ الحَمُّوْييِّ والمُسْتَمْلِيِّ: «مَلْآن»، بفَتْح الميم، وسكُون اللَّام، وزِيادة نُونٍ بعد الهمْزةِ، بوَزْن سَكْران.
          ولأبي ذَرٍّ، عنِ الكُشْميهَنيِّ: «مَلْأَى»، بفَتْح الميْم، وسُكون اللَّامِ، وفَتْح الهمْزة، كسَكْرى.
          وفي بعض النُّسخ: «مُمْتَلِئٌ»، ولم يذكُرْها القَسْطَلَّانيُّ ولا الأُجْهُوريُّ، فلعلَّها رِواية لغَيْر البُخاريِّ.
          قوله: (حِكْمَةً) أي: عِلْماً نافِعاً.
          وقوله: (وَإيْمَاناً) أي: تَصْديقاً، والمرادُ: زِيادةُ الحِكْمة والإيمان، وإلَّا فهُما حاصلانِ للنَّبيِّ صلعم.
          فإنْ قلْت: إنَّهما غير محسوسَين / فلا يُوصَفان بالامْتلاء!؟
          أُجِيْبَ بأنَّ المرادَ: إنَّ الطَّسْتَ مُلئَ شيئاً لا يعلمه إلَّا الله، نشأ عنه الحِكْمةُ والإيمانُ، أو يقال: إنَّهما جسماً، ولا مانع من تجْسيم المَعاني.
          قوله: (فَشَقَّ) بفَتْح الشِّين، مَبنياً للفاعل، فاعلُه ضميرٌ عائدٌ على الملَك وهو جِبْريلَ.
          وفي رِوايةٍ بضمِّ الشِّين، مبْنياً للمجهولِ.
          وكانَ الشَّقُّ بآلةٍ لم يَرِدْ في تعيينها شيءٌ، ولم يَسِلْ منْه صلعم دَمٌ، ولم يحصل [ألم]، وشق القَلْب وتكرره من خُصوصيَّاته صلعم، وغيره شق صدره مرَّةً واحدةً.
          ومرَّات الشَّقِّ أربعٌ على الرَّاجح:
          أُولاها: وهو صغيرٌ عند حَلِيْمةَ السَّعْديَّةِ.
          والثَّانية: عند البُلُوغ.
          والثَّالثة: عِنْد الرِّسالة.
          والرَّابعة: عند الإسْراءِ والمعْراجِ.
          وأخرجَ في المرَّة الأُولى العَلَقةَ السَّوداءَ، وأخْرجَ في باقي المرَّاتِ ما تجمَّع في محلِّها.
          وقيل: جُزِّئت أربعة أجْزاءٍ، وأخرجَ في كُلِّ مرَّةٍ جُزءاً.
          قوله: (مِنَ النَّحْرِ) أي: النقرة المنخفضة التي تُوضع عليها القلادةُ.
          قوله: (مَرَاقِّ) بفَتْح الميْم، وتخفيف الرَّاءِ، بعدها ألفٌ، فقافٌ مشدَّدةٌ، وأصلُه مَرَاقِق بقافَين، فأُدغمت الأُولى في الثَّانية: وهو ما سَفَلَ من البَطْن ورَقَّ مِن جِلْدِه، وهو جمعُ مَرَقٍّ.
          وقالَ الجوْهَريُّ: لا واحد لَه من لفْظِه، أي: فهو اسم جمع.
          قوله: (ثُمَّ غُسِلَ) بضمِّ الغَيْن، مبْنياً للمجهول.
          قوله: (البَطْنُ) أي: مجاورُها وهو القَلْب.
          قوله: (بِمَاءِ زَمْزَمَ) إنَّما خصَّ لأنَّه أفضلُ المياه على ما اختير بعد الماءِ النَّابع من بين أصابعه صلعم، ويليه الكَوْثر، ثمَّ نيل مِصْر، ثم باقي الأنهُر.
          قال الشَّاعرُ:
وأفضَلُ المِياهِ ماءٌ قدْ نَبعْ                     مِنْ بين أَصابعِ النَّبيِّ المُتَّبعْ
يَلَيْهِ ماءُ زَمْزَمَ فالكَوْثَر                     فَنِيْلُ مِصْرَ ثمَّ باقي الأنهُر
          أو خُصَّ لأنَّه يقوى.
          وإنَّما قيلَ لها (زَمْزَمَ)؛ لأنَّ هاجر لمَّا عطشَ وَلَدُها إسماعيلُ صارَتْ تَلْتفِتْ يَميناً وشِمالاً لتنظر ماءً فلم تَجِدْ، فنزلَ جِبْريلُ فضَرَبَ الأرضَ برِيشةٍ منْ جناحِه فساْلَ الماءُ، فصارتْ هاجر تَجمعُ التُّرابَ حَوْل الماءِ وتقولُ: زُمِّي زُمِّي!
          أي: اجْتَمِعِي.
          وفيها لُغاتٌ ثلاثةٌ:
          أَحدُها: زَمْزَمُ.
          وثانيها: زُمْزَِم.
          وثالثُها: زُمَّ زِمْ(5).
          قوله: (ثُمَّ مُلِئَ) أي: البَطْن، أي: مجاوره وهو القلْبُ؛ لأنَّ الحِكْمةَ والإيمان إنَّما يُوضعان في القَلْب لا في البَطْنِ.
          قولُه: (حِكْمَةً وَإيْمَاناً) أي: شيئًا ينشآن عنْه لا يعلمه إلَّا الله.
          أو مُلئ نفس الحكمة والإيمان، ولا مانِع من ذلك كما تقدَّم، والمرادُ: زِيادتهما.
          قوله: (وَأُتِيْتُ) بضمِّ الهمْزة، مبْنياً للمجْهول.
          قوله: (بِدَابَّةٍ) أي: من دَوابِّ الجنَّة.
          وقولُه: (أَبْيَضَ) صِفةٌ ﻟ (دَابَّةٍ)، ولم يقُلْ: بَيضاء، نَظَراً لكَون الدَّابَّة في المعنى حَيواناً أوْ مَركُوباً.
          قوله: (دُوْنَ البَغْلِ) أي: أقل منْه.
          وقوله: (وَفَوْقَ الحِمَارِ) أي: أعلى منْه.
          قوله: (البُرَاقُ) بالرَّفْع خبرُ مبتدإ محذوف، أي: هُو (البُرَاقُ).
          وبالجرِّ بَدَلٌ منْ (دَابَّةٍ).
          وهو مُشْتقٌّ منَ البَرْقِ لسُرعتِه في مشيتِه، أو من البَرِيْق وهو اللَّمعانُ لشدَّة بَياضِه وتلألُؤ نورِه، والأصحُّ أنَّه جامدٌ غيرُ مشتقٍّ، وهو من جُملة أربعين ألْف بُراقٍ مُعدَّة للنَّبيِّ / صلعم تَرعى في مُروْج الجنَّة.
          قوله: (فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيْلَ حَتَّى أَتَيْنَا...) إلى آخرِه.
          هذا مِن كلامِ النَّبيِّ صلعم، ولعلَّ الرَّاوي اخْتصرَ حيثُ لم يذكُر ما وقَعَ لَه في الطَّرِيق من العَجائب وذهابِه إلى المسجِد الأقْصى كما في التَّنْزِيل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء:1].
          ونصبُ المعْراجِ لَه، فليس صُعوْدُه على البُرَاقِ على الرَّاجِح.
          قولُه: (السَّمَاءَ الدُّنْيَا) أي: القربى مِنَّا، وهي مِن: «مَوْجٍ مَكْفُوْفٍ»، أي: محْبوسٍ وممنوعٍ من السُّقوط بقُدْرة الله ╡، والمَوْجُ: ما ارْتَفَعَ من فَوَرَان الماءِ.
          كذا روى الطَّبرانيُّ في «الأوْسَط»[5661] وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حاتِمٍ(6)، عنِ الرَّبيعِ بنِ أَنَسٍ.
          ورَوى أبو الشَّيْخِ وابنُ أبي حاتِمٍ، عن كَعْبٍ قال: «السَّماءُ الدُّنيا أشدُّ بَياضاً من اللَّبن، واخْضَرَّتْ من خُضْرَةِ جَبلِ قاف، والأخْضرُ يُرى من بُعْدِ أَزْرَقَ(7)».
          ورَوى ابنُ راهوَيْه(8) والبَزَّارُ بسَنَدٍ صَحيْحٍ، عَن أبي ذَرٍّ قال:
          قالَ رسولُ الله صلعم: «ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ خَمْسُ مئة عامٍ، وغِلَظُ كُلِّ سَماءٍ خَمْس مئة عامٍ كذلك، إلى السَّماءِ السَّابِعةِ، إلى العَرْشِ».
          قوله: (قِيْلَ: مَنْ هذا) أي: قال الخازِنُ بعد قول جِبْريلَ لخازِن السَّماءِ: «افْتَحْ».
          ولأبي ذَرٍّ: «فَلمَّا جِئْتُ إلى السَّماءِ الدُّنيا، قالَ جِبْريلُ لخازِنِ السَّماءِ: افْتح! قال: مَنْ هذا».
          قوله: (قَالَ: جِبْرِيْلُ) وفي رِوايةٍ: «قِيْلَ: جِبْرِيْل»، أي: قال الطَّالبُ للفتح: هو جِبْريلُ، فالقائلُ على كُلٍّ هو جِبْريلُ، ولم يقُلْ: أنا، لكونها مُشعرةٌ بالكِبر، ولما فيها من الإبْهام وعدمِ إفادةِ الجواب.
          قوله: (قِيْلَ: مَنْ مَعَكَ) أي: قالَ الخازِنُ.
          وفيْه إشارةٌ إلى أنَّ السَّماءَ شفَّافةٌ لا تحجب ما وراءها.
          قوله: (قِيْلَ: مُحمَّدٌ) ولأبي الوَقْت: «قال: مُحمَّدٌ».
          قوله: (قِيْلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ) أي: قال الخازِنُ: أَحَضَر وقد أُرسل إلَيه، أي: للعُروج به إلى السَّموات.
          قولُه: (قَالَ: نَعَمْ) أي: قال جِبْريلُ: نَعَمْ، أي: أُرسلَ إليه.
          قولُه: (قِيْلَ: مَرْحَباً) أي: صادفَ مكاناً رَحْباً، أي: واسِعاً.
          وقوله: (بِهِ) ليستْ في القَسْطَلَّانيِّ والأُجْهُوريِّ، فلعلَّها زيادةٌ من النَّاسخ.
          قوله: (وَلَنِعْمَ المَجِيْءُ جَاءَ) أي: ولنِعْم المجيءُ الذي جاءَ، فالموصوفُ محذوفٌ، وجملةُ (جَاءَ) صِلَةٌ، فَفيه شاهِدٌ على جوازِ الاستِغْناءِ بالصِّلَة عنِ المَوْصُول في باب نِعْم، كما قالَه في «التَّوْضيْح».
          قالَ البِرْماويُّ(9): وقد نصُّوا على جوازِ حذْفِ المَوْصول الاسميِّ وبقاءِ صِلَتِه مُطْلقاً لكن بقلَّةٍ. انتهى(10).
          وقيلَ: فيه تقديمٌ وتأْخيرٌ ولا حذف، والتَّقديرُ: جاءَ ولنِعْم المجيءُ، والمخصوص بالمدْح محذوفٌ، والتَّقْديرُ: جاءَ فنِعْم المجيءُ مجيئه.
          قوله: (فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) أي: على آدَمَ؛ لأنَّ السَّلام يُطْلب من القادِم.
          قوله: (مِنَ ابْنٍ) فيه افتخارٌ ببنوَّته ╕.
          قوله: (السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ) هي مِن مَرْمَرةٍ بَيضاء.
          قوله: (مَنْ مَعَكَ) وللأَصِيْليِّ: «وَمَنْ مَعَكَ».
          قوله: (قَالَ: مُحمَّدٌ صلعم) وسقطَتِ التَّصْليةُ لغَير أبي ذَرٍّ.
          قوله: (فَأَتَيْتُ) هُو من كلام النَّبيِّ صلعم. /
          قولُه: (يَحْيَى وَعِيْسَى) هُما ابنا خالةٍ عِنْد إمامِنا الشَّافعيِّ مَجازاً؛ لأنَّ يَحيى بنَ أَشَاعَ وعِيْسى ابنَ مَرْيَم بنت حَنَّةَ، وهي أُخْتُ أَشَاعَ، فجدَّةُ عِيْسى حَنَّةُ أُخت أَشَاعَ أُمُّ يَحيى.
          وحقيقةً عِنْد الإمامِ مالكٍ؛ لأنَّ مَرْيَم أُخْت أَشَاعَ؛ كذا قالَ.
          وعيْسى رجُلٌ مَربوعُ الخلْق، جَعْدٌ، أي: مجتمعٌ بعضُه في بعضٍ، يميلُ إلى الحُمْرة والبَياضِ، «سَبِطُ الرَّأْسِ» [خ¦3239]، «كأَنَّما خَرَجَ مِنْ دِيْماسٍ» [خ¦3394] [خ¦3437]، أي: حمَّامٍ.
          وما ذُكر مِن كونهما في السَّماء الثَّانيةِ هُو أحَدُ القَولَين، وهو الرَّاجِحُ، والآخرُ أنَّهما في السَّماءِ الثَّالثةِ.
          وقد ذَكَره الحافظُ السُّيُوْطيُّ في «الجامع الصَّغير» فقال:
          «آدَمُ في السَّماءِ الدُّنيا... ويُوْسفُ في السَّماءِ الثَّانيةِ، وابْنا الخالَةِ يَحيى وعِيْسى في السَّماءِ الثَّالِثةِ، وإدْرِيْسُ في السَّماءِ الرَّابعةِ، وَهَارُوْنُ في السَّماءِ الخامِسةِ، ومُوْسى في السَّماءِ السَّادِسةِ، وإبْراهيْمُ في السَّماءِ السَّابِعةِ».
          وهذا مَرجُوحٌ، والرَّاجِحُ ما في البُخاريِّ.
          قولُه: (فَقَالَا) أي: يَحيى وعِيْسى.
          قَوله: (السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ) وهي من حَديْدٍ.
          قوْله: (قِيْلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ) ولأَبي ذَرٍّ، عن الحَمُّوْييِّ والمُسْتَمْلِيِّ: «قَالَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ».
          قوله: (فَأَتَيْتُ يُوْسُفَ) ولأبي ذَرٍّ: «فَأَتَيْتُ على يُوْسُفَ».
          وفي رِوايةٍ(11): «فإذا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ».
          وفي رِوايةٍ(12): «أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللهُ، قد فَضَلَ النَّاس بالحسْنِ؛ كالقَمَرِ ليلةَ البَدْرِ على سائرِ الكَواكِبِ».
          وحُسْنُ يوْسفَ ليس جُزءًا مِن حُسْنِ النَّبيِّ صلعم؛ لأنَّ حُسْنَه لا ينقسِم، فقولُه «شَطْرَ الحسْنِ»، أي: مثلُ نِصْف حُسنِه صلعم، لكنَّ النَّبيَّ غلبَ جَلَالُه على جَمالِه فلم يفتتنْ به أحدٌ، بخلافِ يُوسفَ، فقد غلبَ جمالُه على جلالِه فافتتنتْ به النِّسْوةُ.
          قالَ ابنُ الفارِض:
بجَمَالٍ حَجَبْتَهُ بجَلَالٍ                     طابَ واستَعْذَبَ العَذابَ هُناكا(13)
          قولُه: (فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) وسقطَ لأبي ذَرٍّ لفظ (عَلَيْهِ).
          قوله: (فَقَالَ: مَرْحَباً) ولأبي ذَرٍّ: «قَالَ: مَرْحَباً».
          قوله: (السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ) وهي مِنْ نُحَاسٍ.
          قوله: (قِيْلَ: جِبْرِيْلُ) ولأَبِي ذَرٍّ: «قَالَ: جِبْرِيْلُ».
          قوله: (قِيْلَ: مُحمَّدٌ صلعم) وسقطتِ التَّصْليةُ لِغَيْر أبي ذَرٍّ.
          قوله: (وَلَنِعْمَ) ولأبي ذرٍّ:«وَنِعْمَ».
          قوله: (إدْرِيْسَ) هو لقبُه، ولقِّب بذلك لكَثرة درسه الصُّحف، واسمُه أَخْنُوْقُ بالقافِ في آخِرِه، أَو: أَخْنُوْخُ بالخاءِ المعْجَمة بدَلَها، وهو أوَّل مَن خَاطَ.
          قوله: (مَرْحَباً مِنْ أَخٍ) ولابنِ عَساكرَ وأبي الوَقْتِ: «مَرْحَباً بِكَ مِنْ أَخٍ».
          وخاطبَه بلفْظِ الأخوة _وإنْ كان المناسبُ لفظَ البنوة لأنَّ إدْريسَ جَدُّ نُوْحٍ_ تلطُّفاً وتأدُّباً وتأْنيساً، «وَالأنْبِيَاءُ إخْوَةٌ» [خ¦3443].
          قوله: (السَّمَاءَ الخامِسَةَ) وهي من فضَّةٍ.
          قولُه: (قَالَ: جِبْرِيْلُ) ولأبي ذَرٍّ: «قِيْلَ: جِبْرِيْلُ».
          قوله: (وَمَنْ مَعَكَ) هو بالواوِ.
          قوله: (على هَارُوْنَ) وهو الرَّجُلُ المحبَّب في قَوْمِه، ونصْفُ لحيتِه بَيضاء ونِصفُ لحيتِه سَوداء، تكاد تضرب إلى سرَّته مِن طُولِها، وقد وردَ أنَّه يكون في الجنَّة بلحيةٍ.
          لكنْ تعقَّبَه ابنُ حَجَرٍ، فإنَّه سُئل عن حديثِ التِّرْمذيِّ في دُخول أهْل الجنَّة «مُرْداً أبناءَ ثلاثٍ وثلاثين»[2545]، وفي بعض كُتب الفارِسيَّة: / إنَّ لإبراهيمَ لحيةً ولأبي بكْرٍ الصِّدِّيق لحيةً في الجنَّة، هل ذلك صحيحٌ أَمْ لا!؟
          فأجابَ: لم يصح أنَّ للخليل والصِّدِّيق لحيةً في الجنَّة، ولا أعرفُ ذلك في شيءٍ من كُتُب الحديث المشهورة، ولا الأخْبار المشهورة.
          لكنْ أخْرجَ الطَّبرانيُّ(14) منْ حديْث ابنِ مَسْعُودٍ بسَنَدٍ ضَعيفٍ في «أهْلُ الجنَّةِ _أنَّهم_ جُرْدٌ مُرْدٌ، إلَّا مُوسى ╕، فَلَه لحيةٌ تَضْرِبُ(15) إلى سُرَّتِه».
          ذكَره القُرْطُبيُّ في «تذْكِرته»(16).
          وذَكَر في «تفسيره»(17) أنَّ ذلك وردَ في حقِّ هارُون أيضاً.
          ورأَيتُ بخطِّ أهْلِ العِلْم أنَّه ورد في حقِّ آدَمَ، ولا أعلمُ في ذلك شيئاً ثابِتاً، واللهُ أعلمُ.
          قوله: (فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) سقطَ لأبي ذَرٍّ لفظُ (عَلَيْهِ).
          قولُه: (السَّمَاءَ السَّادِسَةَ) وهي من ذَهَبٍ.
          قوله: (قِيْلَ: مُحمَّدٌ) وفي نُسخةٍ: (قَالَ).
          وقوله: ( صلعم) سقطَ في رِوَاية أبي ذَرٍّ.
          قوله: (قَالَ: نَعَمْ) قيل: سقطَ هذا في «الفرع اليونيني».
          قولُه: (وَلَنِعْمَ) ولأبي ذَرٍّ: «نِعْمَ».
          قوله: (فَأَتَيْتُ على مُوْسَى) وهو رجُلٌ طُوالٌ سَبِطٌ آدَمَ، كأنَّه مِن رِجالِ أَزْدِ شَنُوْءَةَ.
          قوله: (فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) ثَبتَت هذه الزِّيادة لأبي ذَرٍّ، عنِ الكُشْميهَنيِّ.
          قوله: (فَلَمَّا جَاوَزْتُ) بحذْف الضَّميْر المنْصوب.
          قوله: (بَكَى) أي: شفَقةً على قَوْمِه؛ حيثُ لم ينتفعوا بمُتابعته انتفاع هذه الأُمَّة بمُتابعة نبِيِّهم، ولم يبلغْ سوادُهم مبلغَ سوادِهم، فليس هذا البكاءُ حَسَداً.
          قوله: (قِيْلَ) أي: قالَ اللهُ لمُوسى ╕.
          قوله: (هذا الغُلَامُ) أي: الشَّخْصُ العظيم الزَّائد في القوَّة، فليسَ هذا على معنى الازْدراءِ والاستِصْغار لشأنِه، وإنَّما هو إشارة إلى تعظيم شأْنِ نبِيِّنا ومِنَّة الله تعالى عليه، حيثُ أتحفَه بتُحف الكراماتِ الزلفى والهبات مِن غير طُول عُمرٍ أفْناهُ، مُجتهداً في الطَّاعاتِ، والعربُ تسمِّي الرَّجُلَ المستجمِع للسِّنِّ غُلاماً، ما دامتْ فيه بقيَّةٌ من القوَّة.
          فالمرادُ: استقصارُ(18) مُدَّتِه مَع استكثارِ فضائله واستتمام سواد أُمَّتِه، وهذا مع ما بعده فيه إشارةٌ إلى تعظيم النَّبيِّ صلعم وأُمَّتِه بما نالَ من النِّعَم والكرامةِ من غير طُولِ عُمُرٍ.
          قوله: (السَّمَاءَ السَّابِعَةَ) هي من ياقُوْتةٍ حمْراء.
          قوله: (قِيْلَ: مَنْ هذا) أي: قالَ البوَّابُ بَعْد أنِ استفتَحَ جِبْريلُ بابَ السَّماءِ.
          قوله: (قَالَ: نَعَمْ) قيل: هذه الجملةُ ثابتةٌ في رِوايةٍ، وفي أُخرى إسقاطُها.
          قوله: (وَنِعْمَ المَجِيْءُ) بغَير لامٍ.
          وفي رِواية أبي ذَرٍّ: «وَلَنِعْمَ»، بإثباتها.
          قوله: (فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ) إثباتُ (عَلَيْهِ) في رِواية أبي ذَرٍّ، عنِ الكُشْميهَنيِّ.
          وفي رِواية غيْره إسقاطُها.
          قوله: (مَرْحَباً بِكَ) وفي روايةٍ إسقاطُ (بِكَ).
          قوله: (فَرُفِعَ) بضمِّ الرَّاءِ، أي: كُشف وقُرِّبَ إِلَيَّ(19).
          وقوله: (البَيْتُ المَعْمُوْرُ) نائبُ فاعل (رُفِعَ).
          وهو المسمَّى بالضُّرَاحِ _بضمِّ الضَّادِ المُعجمة، وتخفيف الرَّاءِ، آخرُه حاءٌ مُهمَلةٌ_ وهو بحِيَالِ الكَعْبةِ، أي: بمُقابلتها، وهو من العَقِيْقِ، وسمِّي مَعْمُوْراً لعمارتِه بكَثرة من يغشاهُ من الملائكةِ.
          قوله: (فَسَأَلْتُ جِبْرِيْلَ) أي: عن البَيْت المَعْمُوْرِ.
          قوله: (آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ) / بالرَّفْع خبرٌ لمبتدإ محْذوفٍ، أي: هذا الدُّخول آخِرُ ما عَلَيهم، أي: آخِرُ دُخولٍ عليهم، فلا يدْخلونه بعدَ ذلك أبداً، بلْ يقِفون بين السَّماء والأرضِ يُهلِّلونَ ويُسبِّحون إلى يوم القِيامةِ.
          وفي رِوايةٍ: «آخِرَ»، بالنَّصْبِ على الظَّرفيَّة.
          قال في «المَطالِع»[1/210]: والأوَّلُ أوْجَهُ.
          أي: لظهور المعْنى عَليْه.
          قوله: (وَرُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ) أي: كُشف لي عنْها وقُرِّبَتْ إِلَيَّ، وهي سِدْرةُ نَبِقٍ.
          قوله: (المُنْتَهَى) أي: التي ينْتهي إليها ما يهبطُ مِن فوقِها وما يصعدُ من تحتِها من الملائكة وغيرهم منْ أمْرِ الله، ولم يجاوزْها أحدٌ إلَّا رسول الله صلعم.
          قوله: (نَبِقُهَا) بفتْح النُّونِ، وكسرِ الموحَّدة، كما هو الرِّواية.
          ويصحُّ في اللُّغة سكونُ الموحَّدة.
          قولُه: (كَأَنَّهَا قِلَالُ) بكسرِ القافِ، جمعُ قُلَّةٍ، وهي الجرَّة العظيمةُ، تَسِعُ قِرْبتَين وشيئًا، سمِّيت بذلك لأنَّ الرَّجُلَ العظيمَ يَقِلُّها بيدِه، أي: يرفَعُها.
          قوله: (هَجَرَ) بفَتْح الهاءِ والجيْم، مَع الصَّرْفِ وعدمِه باعْتبارِ المكانِ والبُقْعةِ، وهي قَرْيةٌ بقُرب المديْنة المنوَّرة.
          قوله: (كَآذَانِ الفُيُوْلِ) بضمِّ الفاءِ والتَّحْتيَّة، جمعُ فِيْلٍ، وهو الحيَوان المشهورُ، أي: مثلُ آذانِ الفُيُولِ في الشَّكْل والاستِدارة لا في المقْدار؛ لأنَّ كُلَّ وَرَقَةٍ تغطِّي الدُّنيا.
          قوله: (نَهْرَانِ باطِنَانِ) أي: لا يظْهران في الدُّنيا.
          نقلَ النَّوويُّ عَن مُقاتِلٍ(20): «إنَّ الباطنَين السَّلْسبيلُ والكَوْثرُ».
          قوله: (ظَاهِرَانِ) أي: في الدُّنيا.
          قوله: (فَسَأَلْتُ جِبْرِيْلَ) أي: عنِ الأنهارِ الأرْبعة.
          قوله: (فَفِي الجنَّةِ) أي: فكائنانِ فيها على سبيل الاستِمرار، لا يخرجان إلى الدُّنيا أبداً.
          قوله: (فَالفُرَاتُ) هو بالتَّاءِ وَصْلاً ووَقْفاً، ومَن قالَ بالهاءِ فقد أخطأَ، وهو بالعِراقِ.
          قوله: (وَالنِّيْلُ) هو نهرُ مِصْر، وهُما يَخرجان من أصْلِها، ثمَّ يسيرانِ حيثُ شاء اللهُ، ثمَّ يخرجان منَ الأرضِ ويَسيران فيْها.
          قوله: (بِالنَّاسِ) المرادُ بهم: بنو إسْرائيلَ.
          قوله: (عَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيْلَ) أي: مارستهم ولقيتُ الشِّدَّة فيما أردتُ منهم منَ الطَّاعة.
          قوله: (وَإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيْقُ) لم يقُلْ: إنَّك وأُمَّتك لا تطيقون؛ لأنَّ العجزَ مقصورٌ على الأُمَّة لا يتعدَّاهم إلى النَّبيِّ صلعم، فهو لما رزقَه الله من الكَمال يطيق أكثر من ذلك، كيف لا؛ وقد جُعلت قرَّة عينِه في الصَّلاةِ.
          قوله: (فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ) أي: المكان الذي ناجيتَ فيه رَبَّك.
          قوله: (فَاسْأَلْهُ) أي: «التَّخْفيفَ»، كما في نُسخةٍ.
          قوله: (فَسَأَلْتُهُ) أي: طلبتُ منْه التَّخفيفَ.
          قوله: (فَجَعَلَهَا أَرْبَعِيْنَ).
          الحاصلُ: إنَّ مرَّات المراجعة على هذه الرِّوايةِ خمْسٌ.
          والذي يُؤخَذ من رِواية مُسلمٍ[259/162] أنَّ مَرَّات المراجعةِ تِسْعٌ؛ لأنَّه قال:
          «فحَطَّ عَنِّي خَمْساً، ثمَّ قال: فلَم أَزَلْ أرْجعُ بين رَبِّي وبين مُوسى يُحطُّ عنِّي خَمْساً خَمْساً حَتَّى قال: يا محمَّدُ، هنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ...» الحديْثَ.
          وعِنْد النَّسائيِّ [450]، عن أنسٍ: «فقيْلَ لي: إنِّي يَوْمَ خلَقْتُ السَّمواتِ والأرضِ فرَضْتُ عليكَ وعلى أُمَّتِك خَمْسين صلاةً، فقُمْ بها أنتَ وأُمَّتُكَ...»، وذكَر مراجعتَه مَع مُوسى وفيه:
          «فإنَّه فُرِضَ على بَني إسْرائيلَ صَلَاتانِ، فَما قامُوا بِهما»، وفي آخِرِه: «فخَمْسٌ بخَمْسين، فقُمْ بها أنْتَ وأُمَّتُكَ». /
          قال: «فعَرِفْتُ أنَّها عَزْمةٌ منَ الله، فقالَ مُوسى: ارْجعْ، فَلَم أرْجع».
          ذكَره في «المَواهِب»[2/501].
          قوله: (ثُمَّ مِثْلَهُ) أي: ثمَّ قالَ مُوسى مثلَ ما تقدَّم من المراجعة وسؤال التَّخفيف.
          قوله: (فَجَعَلَ ثَلَاثِيْنَ) أي: فجعلَها اللهُ ثلاثين صلاة.
          وفي نُسخةٍ: «ثُمَّ»، بدَلَ الفاءِ.
          قوله: (ثُمَّ مِثْلَهُ) أي: ثمَّ قالَ مُوسى مثلَ ما تقدَّم أيضاً.
          وقوله: (فَجَعَلَ عِشْرِيْنَ) أي: فجعلَها اللهُ عِشْرين، فضَميرُ (جَعَلَ) عائدٌ على الله، والضَّميرُ الواقعُ مفعولاً أوَّلاً محذوفٌ في نسخةٍ، ثابتٌ في أُخرى.
          قوله: (ثُمَّ مِثْلَهُ) أي: ثمَّ قالَ مُوسى مثلَه.
          قوله: (فَجَعَلَ عَشْراً) أي: فجعلَها اللهُ عشراً، فالمفعولُ الأوَّلُ محذوفٌ.
          قوله: (قُلْتُ) وفي نُسخةٍ: «فَقُلْتُ».
          قوله: (سَلَّمْتُ) بتشديد اللَّام من التَّسْليم، أي: سلَّمتُ وانقدتُ فلم أُراجعْه لأنِّي اسْتحيَيْت منْه جلَّ وعلا.
          وزِيد في غير رِواية أبي ذَرٍّ هُنا: «بِخَيْرٍ».
          قوله: (فَنُوْدِيَ) أي: من قِبَلِ الله ╡.
          وقوله: (إِنِّي) بكسرِ الهمْزة.
          وقوله: (قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيْضَتِي) أي: أنفذتُها بخمْسِ صَلَواتٍ.
          وقوله: (وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي) أي: من خمْسين إلى خمْسٍ.
          وقوله: (وَأَجْزِي الحسَنَةَ عَشْراً) بفَتْح الهمْزة، مِن جَزَى، قال تعالى: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة:48]، فالمرادُ به هنا: الجزاءُ وهو المكافأةُ، لا منَ الإجزاءِ.
          وفي الحديثُ دليلٌ على جوازِ النَّسخ قبل الوُقوعِ، فَفيه رَدٌّ على أبي جعفرٍ النَّحَّاسِ المنْكِر لجواز النَّسْخِ قبل الوُقوعِ.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: ذِكْر الملائكة.


[1] في الطبراني 21079 عن أم هانئ: بات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيتي ليلة أسري به...
[2] عند الواقدي كما في الفتح 7/204.
[3] إلى هنا ينتهي السقط من «ز1» ░112/ب▒.
[4] نقله القسطلاني في الإرشاد 5/264.
[5] كذا مشكولًا في الأصل.
[6] في تفسيره 12088.
[7] أظنُّه وادي الأزْرَق الذي بالحجاز، والأزرق: ماءٌ في طريق حاج الشَّام دون تيماء.
ينظر «معجم البلْدان» لياقوت مادَّة (الأزرق).
[8] مسند البزار 4075، كشف الأستار 2087.
[9] اللامع الصبيح 9/301.
[10] كذا في الأصل و«ز5»، وسقطت من «ت» و«م».
[11] مسلم 259/162.
[12] البيهقي في دلائل النبوة 677، وعزاه في الفتح 7/210 للطبراني.
[13] ينظر: «ديوان ابن الفارِض» (ص: 156-صادر)، وفيه: «هام» بدل: «طاب».
[14] عزاه إليه العجلوني في كشف الخفاء برقم ░714▒.
[15] كذا في «ز2» و«م»، وفي الأصل وغيرها: تقرب.
[16] ص 982.
[17] الجامع لأحكام القرآن 10/207.
[18] كذا في الأصل و«ز1» و«ز4» و«ز5»، وفي «ت» و«ز2» و«ز3» و«م»: استصغار.
[19] كذا في «ت» و«م»، وليست في الأصل.
[20] شرح مسلم 2/224.