حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

باب ما قيل في الرماح

          139- قوله: (رِزْقِي) [خ¦56/88-4564] أي: من الغَنيْمة.
          قوله: (تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي) إنَّما قال ذلك ولم يقُلْ: في سِنان رُمْحي، ولا في غيره منَ السِّلاح؛ لأنَّه قد يحصل الرِّزْقُ بغير القِتال، كرؤية الرَّايات التي تجعل في رأس الرُّمح فذلك كِنايةٌ عن كَوْنِ النَّبيِّ صلعم إذا ذهبَ إلى العَدُوِّ وولى، قاتلَه أو لم يُقاتِلْه حصلَتِ الغَنيمةُ.
          قوله: (الذِّلَّةُ) بالذَّالِ المعجمة المكْسورة.
          وقوله: (وَالصَّغَارُ) بفَتْح الصَّادِ المهمَلة، وبالغين المُعجمة، معناهما شيءٌ واحدٌ وهو القَتْلُ إنْ أوجبتُه المُخالفةُ كما في الحربيِّين، أو الجزْية إنْ أوجبتها المُخالفة كما في أهْل الكتابِ ومَن له شبهة كتاب، أوِ الحد أو التَّعزير إن أوجبت أحدهما المُخالفة فلا تختص المُخالفة بمُخالفة الإسلام التي توجب القَتْل أوِ الجزْية.
          وهذا الكلامُ واضحٌ؛ فإنَّ من اتَّبع أمْرَ النَّبيِّ صلعم في قولِه وفعْلِه فَلَه العِزُّ في الدُّنيا والآخرة، ألَا ترى أنَّ العلماءَ العامِلين ينالهم العزَّ في الدُّنيا والآخرة، حتَّى إنَّ المُلوكَ تأتي لخدمتهم كالعزِّ بنِ عبد السَّلام؛ فإنَّه كان يركب في مَوْكِبٍ(1) ويأخذ السُّلْطانُ بركابِه.
          وهذا الحديث ذكَره البخاريُّ في باب: ما قيلَ في الرِّماح.


[1] كذا الأصل، وفي «م»: مركب.