حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: كل معروف صدقة

          244- قولُه: (كُلُّ مَعْرُوْفٍ) [خ¦6021] أي: يفْعلُه الإنسانُ، أو يقولُه.
          قال الرَّاغِبُ(1): المعروفُ: كُلُّ فِعْلٍ يُعْرَفُ حُسْنُه بالشَّرْع والعَقْلِ مَعاً.
          وقال ابنُ أبي جَمْرةَ(2): يُطْلَقُ اسمُ المعْرُوفِ على ما عُرِفَ بأدلَّة الشَّرْع أنَّه من أعمالِ البِرِّ، سواءٌ جَرَتْ به العادَةُ أَمْ لا.
          قوله: (صَدَقَةٌ) أي: يُثاب عليه ثَواب الصَّدَقةِ.
          وقد أخْرَجَ هذا الحديثَ مُسلمٌ مِن حدِيث حُذَيفةَ [52/1005].
          وقد أخْرجَه الدَّارَقُطْنيُّ [2895] والحاكمُ [2311] / مِن طرِيق عبد الحميد بنِ الحسنِ الهِلاليِّ، عنِ ابنِ المُنْكَدِر مثله، وزادَ في آخرِه: «وما أنفَقَ الرَّجُلُ على أهْلِه كُتِبَ لَه به صَدَقةٌ، وما وَقَى المرْءُ بِه عِرْضَهُ فهُو صَدَقَةٌ».
          وأخْرجَه البُخاريُّ في «الأَدَب»[304]، مِن طرِيقِ ابنِ المنكَدِرِ، عن أَبِيه كالأوَّل، وزادَ: «ومِنَ المعْرُوفِ أنْ تَلْقى أخاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وأنْ تَكْفئَ مِن دَلْوِكَ في إناءِ أَخِيكَ».
          ذكرَه الحافظُ(3) ابنُ حَجَرٍ في «فَتْح البارِي».
          قالَ القَسْطلَّانيُّ(4): لكن قالَ شيخُنا السَّخاويُّ: الذي رأيتُه في «الأدَبِ المُفْرَدِ» إنَّما هو مِن طرِيق أَبِي(5) غَسَّانَ الذي أخْرجَه في «الصَّحيْح» مِن جهتِه، ولَفْظُهما سَواءٌ.
          نَعَمْ؛ هُو في «مُسندِ أحمدَ» [م 14751، 14920] مِن طرِيق ابنِ المُنْكَدِر باللَّفْظ المُشار إليْه.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: «كُلُّ مَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ».


[1] مفردات القرآن [عرف] ص 331.
[2] كما في الفتح 10/448.
[3] الفتح 10/447.
[4] في الإرشاد أقول: بل قول ابن حجر سديد وما في الأدب المفرد ضمن طريق ابن المنكدر.
[5] كذا في الأصل، وفي «م»: ابن.