حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان

          181- قوله: (الرُّؤْيَا) [خ¦3292] فُعْلَا بِلا تَنْوينٍ، وجمعُ الرُّؤْيا رُؤًى بالتَّنْوِيْنِ، بِوَزْنِ رُعًى. انتَهى.
          «مُختار».
          قولُه: (الصَّالِحةُ) صِفةٌ موضَّحةٌ ﻟ (الرُّؤْيا)؛ لأنَّ غيرَ الصَّالحة تُسمَّى بالحُلُمِ، أوْ مخصَّصة، وصلاحُها إمَّا باعتبارِ صُورتها، أو باعْتبارِ تَعْبِيرها.
          قوله: (وَالحُلُمُ).
          قالَ في «المخْتار»: الحُلُمُ بضَمِّ اللَّامِ وَسُكُوْنِها: ما يَرَاهُ النَّائِمُ. [انتهى](1).
          واقتصارُ القَسْطَلَّانيِّ على ضَمِّ اللَّام هُنا وسُكُونها في (حُلْماً)، لكَونه الرِّواية، وتفسيرُه الحُلُم بالرُّؤيا الغَيْر الصَّالِحة لكَونه المعنى المُراد.
          قوله: (مِنَ الشَّيْطَانِ) لأنَّه الذي يريها للإنسانِ لِيُحْزِنَه ويُسيِّئ / ظَنَّه بِرَبِّه.
          قوْله: (حَلَمَ) بفَتْح اللَّام في الماضي وضمِّها في المضارِع، يقال: حَلَمَ يَحْلُمُ حُلْماً وحُلُماً، واحْتَلَمَ أيضاً، وحَلَمَ كَذا بِمَعْنًى، أَيْ: رَآهُ في النَّوْمِ.
          قولُه: (حُلْماً): بضمِّ الحاءِ، وسكون اللَّام.
          وقوله: (يَخَافُهُ) في محلِّ نَصْبٍ صِفة ﻟ (حُلْماً).
          (فَلْيَبْصُقْ).
          قال في «المختار»: البُصَاقُ: البُزَاقُ، وَقَدْ بَصَقَ مِنْ بَابِ نَصَرَ، والبُسَاقُ: البُصَاقُ، وَقَدْ بَسَقَ مِنْ بابِ نَصَرَ. انتهى.
          وإنَّما أمَرَ بالبُصَاقِ طَرْداً للشَّيطان، وكان (عَنْ يَسَارِهِ) تَحقيراً للشَّيْطان.
          قوله: (مِنْ شَرِّهَا) أي: الرُّؤيا السَّيِّئةُ.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخَاريُّ في الباب السَّابقِ أيضاً.


[1] ما بين الحاصرتَين منِّي.