حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: ما كان النبي يصنع في البيت قالت كان في مهنة أهله

          209- قوله: (يَعْمَلُ في البَيْتِ(1)) [خ¦5363] وفي نُسخةٍ: «يَصْنَعُ».
          قولُه: (فَقَالَتْ: كَانَ) وفي رِوايةٍ: «قَالَتْ: كَانَ يَكُوْنُ»، بحَذْفِ الفاءِ، وزِيادة «يَكُوْن» بَعْدَ «كَانَ».
          قوله: (مِهْنَةِ أَهْلِهِ) بكَسْر الميْم وفَتْحِها، مع سكونِ الهاءِ، أيْ: خِدْمة أهْلِه ليُقْتدى به في التَّواضُع واَمْتِهَان النَّفْسِ.
          وكان أكثرُ عَمَلِه الخِياطَةَ، وكانَ يَخْصِفُ النَّعْلَ، ويرقعُ القَميْصَ، وَيَلْبَسُ الصُّوْفَ، ويركبُ الحِمار / عُرياناً، ويضع طعامَه على الأرض، ويُجِيبُ دَعْوةَ المَمْلُوكِ، ويُردِفُ خلْفه.
          وكان لا يدع أحداً يمشى معَه وهو راكب حتَّى يحمله.
          روي(2) أنَّه رَكِبَ يوْماً حِماراً عرياناً إلى قُباء وأبو هُريرةَ معَه فقال: «يَا أبا هُرَيْرةَ أحْمِلُكَ» فقال: ما شئْتَ يا رسول الله، فقال: «ارْكَبْ»، وكانَ في أبي هُريرةَ ثِقَلٌ، فَوَثَبَ ليركب فَلَم يقْدر، فاستمسكَ برَسولِ الله صلعم فوَقَعاْ جميعاً.
          ثمَّ رَكِبَ رسولُ الله صلعم فقال: «يا أبا هُرَيْرةَ أحمِلُكَ»، فقال: ما شئت يا رَسول الله، فقال: «ارْكَبْ» فلمْ يقْدِرْ على ذلك، فتعلَّقَ برسولِ الله فَوقَعا جميعاً.
          ثم قال: «يا أبا هُريرةَ أَحْمِلُكَ»، فقالَ: لا والذي بعثَكَ بالحقِّ لا صرعتكَ ثالثاً.
          قولُه: (خَرَجَ) أي: (إلى الصَّلَاةِ).
          هذا الحديثُ ذكَره البُخاريُّ في باب: خِدْمة الرَّجُل في أَهْلِهِ.


[1] قوله: «في البيت» زيادة من «ز2» و«م»، وليست في الأصل وباقي النُّسخ.
[2] خلاصة سير سيد البشر لمحب الدين الطبري ص18.