إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا}

          ░12▒ هذا (بَابٌ) بالتنوين في قوله تعالى: ({وَقُلْ جَاء الْحَقُّ}) الإسلامُ ({وَزَهَقَ الْبَاطِلُ}) أي: ذهب وهلك الشِّركُ، وقال قَتادة: الحقُّ القرآن، والباطلُ الشيطان، وقال ابن جُريج: الحقُّ الجهاد(1)، والباطل الشِّرك، وقيل غير ذلك، والصوابُ تعميمُ اللفظ بالغاية(2) الممكنة، فيكونُ التعبير(3): جاء الشرعُ بجميع ما انطوى فيه، والباطل: كلُّ ما لا تنال به غايةٌ نافعةٌ ({ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[الإسراء:81]) مضمحِلًّا ذاهبًا غيرَ ثابتٍ، قال:
وَلَقْد شَفَى نَفْسِي وأَبْرأَ سُقْمَها                     إِقْدَامهُ مِن آلَةٍ لَمْ تَزْهَقِ
وقال أبو عبيدة: (يَزْهَقُ) بفتح أوّله وثالثه، معناه: (يَهْلِكُ) بفتح أوَّله وكسر ثالثه، والمرادُ بهلكتِه: وُضوحُه، فيكون هالكًا لا يعمل به المحقُّ، وسقط لأبي ذر «{ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}» وقال بعد: {الْبَاطِلَ}: ”الآية“، وسقط لغيره لفظ «باب».


[1] في (د): «الشهادة».
[2] في (د): «بالفائدة».
[3] في (د): «المعنى».