إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عباس: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء

          4681- وبه قال: (حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ) بالصَّاد المهملة والموحَّدة المشدَّدة وبعد الألف حاءٌ مهملةٌ، الزَّعفرانيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ) هو ابن محمَّدٍ الأعورُ (قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ) عبد الملك (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ) المخزوميُّ (أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ) ╠ (يَقْرَأُ: ▬أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي↨ [هود:5]) بفتح الفوقيَّة والنُّون الأولى بينهما مثلَّثةٌ ساكنةٌ وبعد الواو السَّاكنة نونٌ أخرى مكسورةٌ ثمَّ ياءٌ تحتيَّةٌ، مضارعُ: اثنونىَ، على وزن: افْعَوْعَلَ، يَفْعَوْعِلُ(1)، كاعْشَوْشَبَ يَعْشوشِبُ، من الثَّني؛ وهو بناء مبالغةٍ؛ لتكرير العين‼ (▬صُدُورُهُمْ↨) بالرَّفع على الفاعليَّة، ولأبي ذَرٍّ: ”يثنوني“ بالتَّحتيَّة بدل الفوقيَّة ”{صُدُورَهُمْ}“ بالنَّصب (قَالَ) أي: محمَّد بن عبَّادٍ: (سَأَلْتُهُ(2) عَنْهَا، فَقَالَ: أُنَاسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ) من الحياء، ولأبي ذَرٍّ: ”يستخفون“ من الاستخفاء (أَنْ يَتَخَلَّوْا) أي أن يدخلوا في الخلاء (فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ، وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ، فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ) بعوراتهم مكشوفاتٍ، فيميلون(3) صدورهم ويغطُّون رؤوسهم استخفاءً (فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ): {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}[هود:5] الآيةَ إلى آخرها.


[1] «يفعوعل»: ليس في (د).
[2] في (د): «سألتُ».
[3] في (د): «فيمكنون».