إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم}

          ░2▒ (بَابُ قَولِهِ) تعالى: ({قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ}) كما فعل بقوم نوحٍ ولوطٍ وأصحاب الفيل ({أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}[الأنعام:65]) كما أغرق فرعون وخسف بقارون، وعند ابن مردويه من حديث أُبيِّ بن كعبٍ {عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ} قال: الرَّجم {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}: الخسف، وقيل: {مِّن فَوْقِكُمْ}: أكابركم وحكَّامكم {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}: سفلتكم وعبيدكم، وقيل: المراد بالفوق حبس المطر، وبالتَّحت: منع الثَّمرات، وسقط لغير أبي ذرٍّ «{أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}» وقالوا: ”الآية“ وثبت قوله: «باب قوله(1)» لأبي ذرٍّ، وسقط(2) للباقين.
          ({يَلْبِسَكُمْ}) في قوله تعالى: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ}[الأنعام:65] أي: (يَخْلِطَكُمْ، مِنَ الاِلْتِبَاسِ {يَلْبِسُواْ}[الأنعام:82]: يَخْلِطُوا(3)) وهذا _كاللَّاحق_ من(4) قول أبي عبيدة، وقوله: ({شِيَعاً}[الأنعام:65]) أي: (فِرَقًا) أي لا تكونوا(5)‼ شيعةً واحدةً؛ يعني: يُخلَط أمركم خلط اضطرابٍ لا خلط اتِّفاقٍ، يُقاتِل بعضكم بعضًا.


[1] «قوله»: ليس في (د) و(م).
[2] زيد في (د): «باب».
[3] في (د): «يلبسون: يخلطون».
[4] «من»: ليس في (د).
[5] في (د): «يكون».