التوضيح لشرح الجامع البخاري

بابٌ: {والذين لم يبلغوا الحلم}

          ░124▒ (بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ} [النور:58])
          5249- ذكر فيه حديثَ ابن عبَّاسٍ ☻: (سَأَلَهُ رَجُلٌ: هَل شَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم أَضْحًى أَوْ فِطْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ...) إلى أن قَالَ: (وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ يَدْفَعْنَ إِلَى بِلاَلٍ...) الحديث.
          وقد سلف في الصَّلاة [خ¦863] والعيد [خ¦960]، وكان ابنُ عبَّاسٍ في هذا الوقت ممَّن لم يطَّلِع على عورات النِّساء، ولذلك قال: ولولا مكاني مِن الصِّغر ما شهدتُه. وكان بلالٌ مِن البالغين، وقال تعالى: {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية [النور:58]، فأجرى الذين مَلَكَت أيمانُهم مجرى مَن لم يبلغ الحُلُم، وأمر بالاستئذان في العورات الثَّلاث لأنَّ النَّاس يتكشَّفون في تلك الأوقات، ولا يكونون مِن السَّتر فيها كما يكونون في غيرها.
          فَصْلٌ: لم يختلف فقهاءُ الأمصار أنَّ العيدَ لا أذانَ له ولا إقامةَ، وإنَّما يقال فيه: الصَّلاةُ جامعةٌ، واختُلِف فيمن ابتدع الأذان أوَّلًا، فقيل: عبد الله بن الزُّبير، وقيل: معاويةُ، وقال ابن حبيبٍ: هِشَامٌ، وقال الدَّاوديُّ: قيل مروانُ، وقيل: زيادٌ، ذكرَه ابن التِّين.
          وقوله: (يَهْوِينَ) هو بضمِّ الياء مِن أَهْوَى، إذا أراد أن يأخذ شيئًا.