التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس

          ░77▒ بابُ قِيَامِ المرأة عَلَى الرِّجَالِ فِي العُرْسِ وَخِدْمَتِهِمْ بِالنَّفْسِ.
          5182- ذكر فيه حديث سهلٍ ☺ في عرس أبي أُسَيدٍ، وقد سلف قريبًا [خ¦5176].
          رواه هناك عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازمٍ عن أبي حازمٍ عن سهلٍ، ورواه هنا عن سعيد بن أبي مريم، حدَّثنا أبو غسَّان _واسمُه مُحمَّد بن مطرِّفٍ اللَّيثيُّ المدنيُّ_ حدَّثني أبو حازمٍ _واسمُه سلمة بن دينارٍ القاصُّ / المدنيُّ_ عن سهلٍ قال: (لَمَّا عَرَّسَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلعم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا وَلَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ أُمُّ أُسَيْدٍ، بَلَّتْ تَمَرَاتٍ فِي تُوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلعم مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ لَهُ فَسَقَتْهُ، تُتْحِفُهُ بِذَلِكَ).
          ثُمَّ ساقَه بعدُ عن يحيى بن بُكيرٍ حدَّثنا يعقوب بن عبد الرَّحمن القاريُّ عن أبي حازم... الحديثَ، ووقع في رواية النَّسَفيِّ: <قال أبو حازمٍ: لمَّا عرَّس أبو أُسيدٍ..> الحديثَ، منقطعًا فيما بين أبي حازمٍ وأبي أُسيدٍ لأنَّه لم يدركْه، ولكنَّه وصلَه في الباب الَّذي بعده، وأشار إليه بقولِه: ((عن أبي حازمٍ قال: سمعت سهل بن سعدٍ أنَّ أبا أُسيدٍ..)) الحديثَ.
          فصلٌ: والتَّور: قدحٌ مِنْ أيِّ شيءٍ كان، قاله الدَّاوُديُّ.
          وفيه إيثار بعض القوم دون بعضٍ. وفيه إِتْيَانُه ◙ وحضورُه لِمَنْ دعاه.
          وقولُه: (أَمَاثَتْهُ لَهُ) قال الخطَّابيُّ: أي مرَسَتْه بيدِها، أي: وَعَرَكَتْهُ، يريد التَّمر في الماء، يُقال: مِثْتُ الشَّيءَ أَمِيثُهُ وَأَمُوثُهُ إذا دُفْتَهُ، وقال ابن فارسٍ: وماثَ الشَّيءَ في الماء، يَمُوثُه ويَمِيثُه إذا دَافَهُ. وقال في باب الدَّال والقاف: دفت الدَّواء دوفًا: إذا بللته بماءٍ، ويُقال: مدوف ومَدْووفٌ مثل مَصُونٍ ومَصْونٍ، وليس لهما نظيرٌ.
          ووقع في رواية أبي الحسن وغيره: <أَمَاثَتْهُ> رباعيًّا وأهل اللُّغة ذكروه ثلاثيًّا كما سلف، وحكى الهَرَويُّ مِثْتُ وأَمَثْتُ معًا، ثلاثيٌّ ورباعيٌّ. وقال ابن دُريدٍ: مِثْتُ أَمِيثُ، ومُثْتُ _بالضَّمِّ_ وأَمُوث مَوْثًا ومَيْثًا، زاد يعقوب: ومَوَثَانًا إذا مرستَه، ولم يذكر أمثتُ. وقال ابن القُوطِيَّة: ماثَ الشَّيءُ مَوْثًا ومَيْثًا: ذاب في الماء، والأرضُ: لانت، والرَّجُلُ الشَّيءَ والدَّواءَ في الماء: عرَكَه ليذوب. وقال صاحب «العين»: مثتُ الملح في الماء ميثًا: أذبتُه، وقد انماث.
          وقولُه: (فَسَقَتْهُ، تُتْحِفُهُ بِذَلِكَ) أي: برَّته به، والتُّحْف: البرُّ واللُّطف. قال الخليل: هي بتاءٍ مبدلةٍ مِنْ واو، يريد أنَّها مِنَ الوحف: وهو النَّبات الرَّيَّان، ويُقال: فلان يتوحف، أي: يأكل مِن طرف الفاكهة.