التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الدعاء للنساء اللاتي يهدين العروس وللعروس

          ░57▒ (بَابُ: الدُّعَاءِ لِلنِّسَاءِ اللَّاتي يَهْدِينَ العَرُوسَ، وَلِلْعَرُوسِ).
          5156- ذكر فيه حديثَ عَائِشَةَ ♦ قالت: (تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلعم، فَأَتَتْنِي أُمِّي فَأَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ / فِي البَيْتِ فَقُلْنَ: عَلَى الخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ).
          الشَّرح: هذا الحديث ذكره في تزويجها [خ¦3894]، و(يَهْدِينَ) بفتح الياء، يُقال: هَدَيْتُ، زاد في «أدب الكاتب»: وأَهْدَيْتُ _رباعيًّا_ وهَدَيتُ الطَّريق، وأَهْدَيتُ مِنَ الهديَّة، وَكذَلِكَ ما أَهْدَيت مِنَ النَّعَم، ولم يأت في الباب بالدُّعاء لهنَّ، ولعلَّه أراد صفةَ دعائهنَّ للعرس لأنَّه قال: (فَقُلْنَ: عَلَى الخَيرِ) إلى آخره، وهذا خروجٌ عن الظَّاهر.
          والنِّسْوَةُ بكسر النُّون ويجوز فتحها، والطَّيْرُ الحظُّ، وطائرُ الإنسان عمله، وفي روايةٍ: ((الميمون))، وهي البركة، ورُوي مِنْ حديث ثَوْر بن يزيد عن خالد بن مَعْدان عن مُعاذ بن جبلٍ ☺ قال: شهد النَّبيُّ صلعم إملاكَ رجلٍ مِنَ الأنصار، فقال: ((عَلَى الأُلفَةِ والخيرِ والطَّير المَيمونِ والسَّعة في الرِّزق، بارك الله لكم))، وروى يونس بن عبد الأعلى عن ابن وَهْبٍ قال: دعوتُ يونس بن يزيد إلى عُرسي، فسمعته يقول: سمعت ابنَ شِهابٍ في عرسٍ لصاحبه يقول: بالجدِّ الأسعد والطَّائر الأيمن. وزوَّج ابنُ عمرَ بنتَه سَوْدة مِنْ عروة بن الزُّبَير فقال: قد زوَّجْتُكَها، جمعَ الله أُلفتكما عَلَى طاعته وطاعة رسوله.