التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الوصاة بالنساء

          ░80▒ بابُ الوَصَاةِ بِالنِّسَاءِ.
          5185- 5186- ذكر فيه حديث أبي هريرة ☺، عن النَّبيِّ صلعم قال: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ)، (وَاسْتَوصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلقْنِ مِنْ ضِلَعٍ..) الحديثَ. كما سلف. وفيه ميسرة وهو ابن عمَّارٍ الأشجعيُّ الكوفيُّ.
          5187- وحديث ابن عمر: (كُنَّا نَتَّقِي الكَلَامَ وَالانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلعم هَيْبَةَ أَنْ يُنْزَلَ فِينَا شَيءٌ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلعم تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا).
          الشَّرح: ما أوردَه ظاهرٌ لما ترجم له، والوصاة بهنَّ تدلُّ على أنَّه لا تُستطاع بعولتهنَّ على ما سلف في الحديث السَّابق، وإنَّما هو تنبيهُهم، وإعلامٌ بترك الاشتغال بما لا يُستطاع، والتَّأنيس بالأخذ بالصَّبر على ما يُذكر في الحديث أنَّه يجب أن يتَّقي مِنْ عاقبة الكلام الجافي والمفاوضة، والبلوغ إلى ما تدعو النَّفس إليه مِنْ ذلك إذا خشي سوء عاقبتِه، وهو معنى قولِه تعالى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} الآية [المائدة:101] فالصَّبر على البعض خيرٌ مِنْ فقد الكلِّ، فإنْ لم يخشَ سوء العاقبة فله أن يبلغ غاية ما يريد، كما فعل في حديث ابن عمر فيما يحلُّ له مِنَ الكلام فيه.
          قال الدَّاوُديُّ: وقول ابن عمر ☻: (كنَّا نَتَّقِي...) إلى آخرِه، ليس مِنْ هذا، إنَّما أخبر أنَّهم كانوا يتَّقون القول في الخوضَ وما يرد مِنْ ألفاظ النَّاس خشيةَ أن ينزل فيهم قرآنٌ.