التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من أحب البناء قبل الغزو

          ░58▒ (بَابُ: مَنْ أَحَبَّ البِنَاءَ قَبْلَ الغَزْوِ).
          5157- ذكر فيه حديثَ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺: (عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبَيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لاَ يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهْوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا).
          هذا الحديث تمامُه: ((أَوْ بَنَى دَارًا وَلَمْ يَسْكُنْهَا)) وقد سلف في الخُمس [خ¦3124].
          وفيه مِنَ الفقه: وجوبُ استثبات البصائر في الغزو، والحضُّ عَلَى جمع الكلمة والنِّيَّات لأنَّ الكلمة إذا اجتمعت واختلفت النِّيَّات كان ذريعةً إلى اختلاف ذات البين، وقد جعل الله تعالى الخُذلان في الاختلاف، وجعل الاعتصام في الجماعة، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103] فلمَّا كان قلبُ الرَّجل معلَّقًا بابتنائه بأهله أو ببنيانٍ يَخاف فسادَه قبل تمامه أو يُحبُّ الرُّجوعَ إليه، لم يوثق بثباته عند الحرب، فقُطت الذَّريعة في ذَلِكَ.