التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من أولم بأقل من شاة

          ░70▒ بابُ مَنْ أَوْلَمِ بِأَقَلَّ مِنْ شَاةٍ.
          5172- ذكر فيه حديث مُحمَّد بن يوسف _هو الفِرْيابيُّ كما نصَّ عليه أبو نُعَيمٍ وغيرُه_ عن سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: (أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلعم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ).
          هذا الحديث سلف قريبًا، وأنَّ الوليمة إنَّما تكون عَلَى قدر الوجود واليسار، وليس فيها حدٌّ لا يجوز الاقتصار عَلَى دونه، وهذا يدلُّ عَلَى أنَّها ليست بفرضٍ لأنَّ الفروض مِنَ اللهِ ورسولِه مقدَّرةٌ مُبَيَّنَةٌ.
          وفيه إجابة الدَّعوة إلى الوليمة، وإن كان المدعوُّ إليه قليلًا حقيرًا.
          فصلٌ: صفيَّة بنت شَيبة بن عثمان بن أبي طلحة العَبدريَّة، قُتل جدُّها يوم أُحدٍ كافرًا، قتلَه عليٌّ، مختلفٌ في صحبتِها، وكأنَّ أحاديثها مرسلةٌ، روى لها أبو يعلى وحدَه.
          قال الدِّمْياطيُّ: والصَّحيح في رواية صفيَّة عن أزواج النَّبِيِّ صلعم عن رسول اللهِ صلعم.
          قال أبو الحسن: انفرد البخاريُّ بالإخراج عن صفيَّة عن رسول اللهِ صلعم، وهي مِنَ الأحاديث الَّتي تُعدُّ فيما أخرج مِنَ المراسيل، وقد اختُلف في رؤيتِها النَّبيَّ صلعم.
          وذكر الحافظ البَرْقَانيُّ أنَّ الحديث اختُلف فيه عَلَى الثَّوريِّ فقال أبو أحمد الزُّبَيريُّ ومؤمِّل بن إسماعيل ويحيى بن يمان: عن الثَّوريِّ عن منصور بن صفيَّة عن أمِّه عن عائشة ♦، وقال ابن مَهديٍّ ووكيعٌ والفِرْيابيُّ ورَوحُ بن عَبادة: عن الثَّوريِّ عن منصورٍ عن أمِّه أنَّه ◙، ليس فيه عائشة. قال البَرْقانيُّ: وهذا القول أصحُّ لأنَّ البخاريَّ أخرجه عن الفِرْيابيِّ كذلك ولم يخرج خلافه. قال الْبَرْقَانِيُّ: وصفيَّة هذِه ليست بصحابيَّةٍ، فحديثها مرسلٌ.
          قال الحُمَيديُّ: وفي «كتاب النَّسائيِّ» نَصْرُهُ لِمَنْ لم يقل عائشة، وأغفلَه أبو مسعودٍ فلم يذكرْه، وهو لازمٌ له وإن كان مرسلًا لأنَّه أخرج المراسيل ونبَّه عليها في غير موضعٍ مِنْ «كتابه».
          قال الْبَرْقَانِيُّ: ومِنَ الرُّواة مَنْ غلط فيه، فقال: عن منصور بن صفيَّة عن صفيَّة بنتِ حُييٍّ عن رسول اللهِ صلعم. ولمَّا ذكر الإسماعيليُّ هذا في كتابِه قال: هذا غلطٌ لا شكَّ فيه.
          فصلٌ: ومنصورٌ هذا هو ابن عبد الرَّحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة بن أبي طلحة عبد اللهِ بن عبد العُزَّى بن عثمان بن عبد الدَّار بن قُصيِّ بن كلابٍ العَبْدَريُّ الحَجَبِيُّ المكِّيُّ.
          قال أبو حاتمٍ: صالح الحديث، وكان خاشعًا بكَّاءً، قُتِلَ جدُّه الحارث كافرًا يوم أُحدٍ، قتلَه قُزمَان، وقَتَل أيضًا أخاه كلاب بن طلحة، وقِيل: قَتَلَ كلابًا ابنُ عوفٍ، وقَتل أخويهما مُسَافِع والْجُلَاس ابني طلحة عاصمُ بن ثابت بنِ أبي الأَقْلح، وقُتل جدُّه طلحة بن أبي طلحة يومئذٍ أيضًا كافرًا مع أولادِه، قتلَه عليٌّ، وقتل أخاه أيضًا كافرًا، وقُتل عثمان بن أبي طلحة، وأخوهما أبو سعيد بنُ أبي طلحة قُتل يومئذٍ كافرًا قتلَهُ سعد بن أبي وقَّاصٍ، وقِيل: قتله عليٌّ، وأرطاة بن عبد شَرحْبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدَّار قتلَه حمزة، وأبو يزيد بن عُمير بن هاشمٍ قتلَه قُزْمان، وصُؤابٌ / غلامٌ لهم حبشيٌّ قتلَه قُزْمان، وقِيل: عليٌّ، وقِيل: سعدٌ، وقِيل: أبو دُجَانة، والقاسط بن شُرَيح بن هاشمٍ قَتَلَه قُزْمان مولى بني ظَفَرٍ _أحدَ عشرَ رجلًا_ وقتل منهم يومئذٍ النَّضر بن الحارث بن علقمة بن كَلَدة بن عبد منافٍ، وزيد بن يعيص مولًى.