التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: كيف يدعى للمتزوج

          ░56▒ (بَابُ: كَيْفَ يُدْعَى لِلْمُتَزَوِّجِ).
          5155- ذكر فيه حديثَ أَنَسٍ ☺: أَنَّه ◙ (رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: بَارَكَ الله لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ).
          الشَّرح: هذا الحديث يأتي في الدَّعوات أيضًا [خ¦6386]، وقد أخرجه مسلمٌ أيضًا، وكذا أبو داود والنَّسَائيُّ وابن ماجَهْ.
          وأراد بهذا الباب _والله أعلم_ ردَّ قول العامَّة عند العرس: بالرِّفاء والبنين، عَلَى ما كانت تقول الجاهليَّة عند ذَلِكَ، ورُوي عن النَّبِيِّ صلعم أنَّه نهى أن يُقال للمتزوِّج... مِنْ حديث عَقِيل بن أبي طالبٍ، ذكرَه النَّسَائيُّ وأبو عُبيدٍ والطَّبَريُّ مِنْ حديث أشعث عن الحسن عن عَقيل بن أبي طالبٍ أنَّه تزوَّج امرأةً مِنْ بني جُشَم، فقالوا: بالرِّفاء والبنين، فقال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلعم: ((اللَّهمَّ بارك لهم وعليهم))، قال الطَّبَريُّ: إلَّا أنَّ الحسنَ لم يسمع مِنْ عَقيلٍ، وقد حدَّث عن الحسن غيرُ الأشعث فلم يرفعه إلى رسول الله صلعم، فأدخل في الباب دعاءه ◙ بالبركة للمتزوِّج، وفي التِّرْمِذيِّ أنَّه ◙ كان يقول: ((بارك الله لكَ، وباركَ عليك، وجمعَ بينكما في خيرٍ))، ثُمَّ قال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
          قال الطَّبَريُّ: والَّذي أختار مِنَ الدُّعاء ما صحَّت به الرِّواية عن رسول الله صلعم: إذا رفَّأ الرَّجل يتزوَّج قال: ((بارك الله لك، وبارك عليك))، ورواه الدَّرَاوَرْديُّ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صلعم، وغيرُ محظورٍ الزِّيادة عَلَى ذَلِكَ.