إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثًا}

          ░3▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: ({وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ}) العاملُ فيه: اذكر، فهو مفعولٌ به لا ظرف ({ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ}) حفصَة ({حَدِيثًا}) تحريم العسلِ أو ماريَة ({فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ}) فلمَّا أخبرت حفصَةُ عائشةَ ظنًّا منها أن لا حرجَ في ذلك ({وَأَظْهَرَهُ اللهُ}) أطلعهُ ({عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ}) لحفصَة على سبيلِ العَتب ({وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ}) تكرُّمًا منه وحلمًا ({فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}[التحريم:3]) وثبت لأبي ذرٍّ: ”باب“ إلى قوله: ”{حَدِيثًا}“ وقال بعده: ”إلى { الْخَبِيرُ}“(1) وأصل نبَّأ وأنبأَ وأخبرَ وخبَّر أن تتعدَّى إلى اثنين، إلى الأول بنفسها(2)، والثاني بحرف الجرِّ، وقد يحذفُ الأول للدَّلالة عليهِ، وقد جاءتِ الاستعمالاتُ الثَّلاث في هذهِ الآيات، فقوله: {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} تعدَّى لاثنين حُذف أولهما، والثَّاني مجرور بالباء، أي: نبَّأت به غيرها، وقوله: {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} ذكرهما، وقوله: {مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا} ذكرهما، وحذف الجار، وسقط لفظ «باب» لغير أبي ذرٍّ، إلى آخر «{حَدِيثًا}» (فِيهِ) أي: في هذا الباب (عَائِشَةُ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) كمَا سبق في البابِ الَّذي قبل من طريقِ عبيد بنِ عميرٍ [خ¦4912].


[1] قوله: «وثبت لأبي ذرٍّ... الخبير»: ليس في (د).
[2] في (د): «بنفسه».