إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كنا يوم الحديبية ألفًا وأربعمائة

          4840- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) البغلانيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (عَنْ عَمْرٍو) هو ابنُ دينارٍ (عَنْ جَابِرٍ) هو: ابنُ عبد الله الأنصاريُّ ☻ ، أنَّه (قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ) بتخفيف الياء وتشديدها لغتان، وأنكرَ كثيرٌ من أهل اللُّغة التَّخفيف. وقال أبو عُبيد البكريُّ: أهل العراقِ يثقِّلونَ، وأهل الحجازِ يخفِّفون (أَلْفًا وَأَرْبَعَ مئة) وفي حديث البراء بن عازبٍ(1) عند المؤلِّف في «المغازي»: أربع عشرة مئة [خ¦4150]. وعنه أيضًا من طريق زهيرٍ عند المؤلِّف أيضًا: ألفًا وأربع مئة أو أكثر [خ¦4151]. وعن جابر: خمس عشرة مئة [خ¦4153]. وعن عبد الله ابنِ أبي أوفى: كان أصحابُ الشَّجرة ألفًا وثلاث مئة، وكانت أسلمُ ثُمُن المهاجرينَ(2) _بضم المثلثة والميم_ [خ¦4155] وبالجمع بين هذا الاختلاف: أنَّهم كانُوا أكثر من ألف وأربع مئة، فمن قال: ألفًا وخمس مئة جبرَ الكسرَ، ومن قال: ألفًا وأربع مئة ألغاهُ، وأما قول ابن أبي أوفى: ألفًا وثلاث مئة، فيحملُ على ما اطَّلع هو عليهِ، واطَّلع غيرهُ على زيادةٍ لم يطَّلع هو عليها، والزِّيادةُ من الثِّقةِ مقبولةٌ.
          وهذا الحديث ذكره المؤلِّف في «المغازي» [خ¦4154].


[1] قوله: «ابن عازب»: ليست في (ص) و(م).
[2] في (م) زيادة: «ثمن».