إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}

          ░1▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي:(1) في قولهِ تعالى: ({إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}[الفتح:1]) الأكثرون(2) على أنَّه صلحُ الحديبيةِ، وقيل: فتحُ مكَّة، والتَّعبيرُ عنه(3) بالماضِي لتحقُّقهِ. قال في «الكشاف»: وفي ذلك من الفخامةِ والدَّلالة على علوِّ شأن المخبرِ ما لا يخفى. انتهى. قال الطِّيبيُّ: لأنَّ هذا الأسلوبَ إنَّما يرتكبُ في أمرٍ يعظمُ(4) منالهُ، ويعزُّ الوصول إليه، ولا يقدرُ على نيلهِ إلَّا من له قهرٌ وسلطانٌ، ولذا ترى أكثرَ أحوالِ القيامةِ واردةً على هذا المنهجِ؛ لأنَّ فتح مكَّة من أمَّهاتِ الفتوحِ، وبه دخل النَّاس في دينِ الله أفواجًا، وأُمرَ رسولُ الله صلعم بالاستغفارِ والتَّأهب للمسيرِ إلى دارِ القرارِ. وقال مجاهدٌ: فتح خيبر، وقيل: فتح الرُّوم، وقيل: فتحُ الإسلامِ بالحجَّة والبرهانِ والسَّيفِ والسِّنانِ، وسقطَ لفظ(5) «باب» لغير أبي ذرٍّ.


[1] «أي»: ليست في (ص) و(ب).
[2] في (ص): «الأكثر».
[3] قوله: «عنه»: ليست في (د).
[4] في (د): «عظيم يعظم».
[5] قوله: «لفظ»: ليست في (م) و(ص).