إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا}

          ░5▒ هذا(1) (بابٌ) بالتَّنوين، (قولُه) تعالى: ({قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}[الكهف:103]) زاد أبو ذر(2): ”الآيةَ“ أي: هل نخبركم بالأخسرين، ثم فسَّرَهم بقوله: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ}[الكهف:104] أي: عملوا أعمالًا باطلة على غير شريعةٍ مَشروعة، وهم يحسبون أنَّهم يُحسِنون صُنعًا، أي: يعتقدون أنَّهم على(3) هدًى فَضَلَّ سَعْيُهُم، و«أعمالًا» نصب على التمييز، وجمع لأنَّه من أسماء الفاعلين، أو لتنوع(4) أعمالهم، فليسوا مشتركين في عمل واحد، وفي قوله تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ}[الكهف:104] تجنيس التصحيف؛ وهو أن يكون النقط فرقًا بين الكلمتين، وقوله: {هَلْ نُنَبِّئُكُمْ} استفهامٌ تقريري، وفي قوله: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}[الكهف:103] الاستعارة؛ استعار الخسران الذي هو حقيقة في ضد الربح لكون أعمالهم الصالحة نفدت(5) أجورها، واستعار الضلال الذي هو حقيقة في التِّيه عن الطريق المستقيم لإسقاط أعمالهم وإذهابها، وفي قوله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ} / الحذفُ، أي: قل هل نُنَبِّئُكُم بما يحلُّ بالأخسرين، وسقط لفظ «باب» لغير أبي ذر.


[1] «هذا»: مثبتٌ من (س).
[2] «زاد أبو ذر»: سقط من (م).
[3] زيد في (د) (م): «شيء».
[4] في (د) و(م): «لتنويع».
[5] زيد في (م): «عن»، وفي (د): «عن آخرها».