إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}

          ░2▒ (باب قوله) جلَّ وعزَّ: ({لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ}) قيل: هم يهوذا وروبيل وشمعون ولاوي وربالون ويشجر ودنية ودانٍ ونفتالي وجاد وآشر(1)، والسَّبعة الأوَّلون كانوا مَن لَيَا بنتِ خالة يعقوب، والأربعة الآخرون من سريَّتين: زُلْفة‼ وبَلْهة، فلمَّا تُوفِّيت ليا تزوَّج أختها راحيل، فولدت له: بنيامين ويوسف، ولم يقم دليلٌ على نبوَّة إخوة يوسف، وذكر بعضهم: أنَّه أُوحِي إليهم بعد ذلك، ولم يذكر لذلك مستندًا سوى قوله تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ}[البقرة:136] وهذا لا ينهض(2) أن يكون دليلًا؛ لأن بطون بني إسرائيل يقال لهم: الأسباط، كما يقال للعرب: قبائل، وللعجم: شعوب، ففيه أنَّه تعالى أَوحى إلى الأنبياء من أسباط بني إسرائيل، فذكرهم إجمالًا لأنهم كثيرون، ولكن لم يقم دليلٌ على أعيان هؤلاء أنَّهم أُوحِي إليهم، بل ظاهر ما في هذه السُّورة من أحوالهم وأفعالهم يدلُّ على أنَّهم لم يكونوا أنبياء على ما(3) لا يخفى(4)، أي: في قصصهم وحديثهم ({آيَاتٌ}) علاماتٌ ودلائل على قدرة الله وحكمته في كلِّ شيءٍ، ولأبي ذَرٍّ: ”{آيَةٍ}“ بالتَّوحيد على إرادة الجنس؛ وهي قراءة ابن كثيرٍ ({ لِّلسَّائِلِينَ}[يوسف:7]) عن قصَّتهم أو على(5) نبوَّة محمَّدٍ صلعم ، وثبت لفظ: ”باب قوله“ لأبي ذَرٍّ عن المُستملي، وسقط لغيره.


[1] هناك خلاف واسع في طريقة كتابة أسماءهم في الكتب والمصادر التاريخية وكتب التفسير.
[2] في (م): «يلزم».
[3] في (م): «كما».
[4] قوله: «ولم يقم دليلٌ على نبوَّة إخوة يوسف... لم يكونوا أنبياء على ما لا يخفى»، سقط من (د).
[5] في (د): «عن».