إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

قوله:{هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله}

          ░6▒ (قَوْلُهُ(1): {هُمُ الَّذِينَ}) ولأبي ذرٍّ: ”بابٌ“ بالتَّنوين، أي: في قوله ╡: {هُمُ الَّذِينَ} ({يَقُولُونَ}) للأنصارِ ({لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللهِ}) من فقراءِ المهاجِرين ({حَتَّى يَنفَضُّوا} وَيَتَفَرَّقُوا(2)) هو تفسيرُ {يَنفَضُّوا}.
          ({وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}) بيدهِ الأرزاقُ والقسم، فهو يرزقُ رسولَه ومن عندهُ ({وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}[المنافقون:7]) ذلك لجهلِهم باللهِ، فإن قلتَ: فلمَ قال هنا: {لَا يَفْقَهُونَ} وقال في الآيةِ اللَّاحقة: {لَا يَعْلَمُونَ}؟ أُجيب بأنَّ إثباتَ الفقهِ للإنسانِ أبلغُ من إثباتِ العلمِ له، فنفيُ العلمِ أبلغُ من نفي الفقهِ، فآثرَ ما هو أبلغُ لما هُو أدعَى له، وسقطَ لفظ قوله: «ويتفرَّقوا...» إلى آخره(3) لأبي ذرٍّ، وقال‼ بعدَ قوله: {حَتَّى يَنفَضُّوا}: ”الآية“.


[1] في (د): «باب قوله».
[2] في (د): «يتفرقوا».
[3] قوله: «إلى آخره»: ليست في (د).