إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم}

          ░3م▒ (بابُ) قوله ╡: ({وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}) لحسنِ منظرهِم، كما يأتي ({وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}) لفصاحتِهم ({ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ}) جملةٌ مستأنفةٌ، أو خبرُ مبتدأ محذوفٍ؛ تقديره: هم كأنَّهم(1)، أو في محلِّ نصبٍ على الحالِ من الضَّمير في {قَوْلِهِمْ} أي: تسمع لما يقولونَهُ مشبَّهين بأخشابٍ منصوبةٍ مسنَّدة إلى الحائطِ في كونِهم أشباحًا خاليةً عن العلمِ والنَّظر ({يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ}) تصاحُ واقعةً ({عَلَيْهِمْ ة}) لما في قلوبِهم من الرُّعب، و{عَلَيْهِمْ} هو المفعولُ الثَّاني للحُسبان، وقوله: ({هُمُ الْعَدُوُّ}) جملةٌ مُستأنفةٌ، أخبرَ اللهُ عنهم بذلك ({فَاحْذَرْهُمْ}) فلا تأمنْهُم على سرِّك؛ لأنَّهم عيونٌ لأعدائكَ ينقلونَ إليهم أسراركَ ({قَاتَلَهُمُ اللهُ}) أهلَكهم ({أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[المنافقون:4]) أي: كيف يُصرفون عن الإيمانِ بعد قيامِ البُرهان؟ وسقط لأبي ذرٍّ قوله: «{ كَأَنَّهُمْ}...» إلى آخره، وقال: ”الآيةَ“ بعد قوله: {لِقَوْلِهِمْ} وسقط لغيرهِ لفظ «باب».


[1] في (د): «كانوا».