إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

قوله:{وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم}

          ░4▒ (قَوْلُهُ: {وَإِذَا قِيلَ}) ولأبي ذرٍّ: ”بابٌ“ بالتَّنوين(1) ”{وَإِذَا قِيلَ}“ ({لَهُمْ تَعَالَوْا}) معتذِرين ({يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ}) عدَّ هذه النُّحاة من الإعمال؛ لأنَّ {تَعَالَوْا} يطلبُ {رَسُولُ اللهِ} مجرورًا بـ «إلى» أي: تعالوا إلى رسولِ الله، و{يَسْتَغْفِرْ} يطلُبُه فاعلًا، فأعمَل الثَّاني، ولذلك رفعَه، وحذف من الأول؛ إذ التَّقدير: تعالوا إليه، ولو أعملَ الأوَّل لقيلَ: تعالوا إلى رسولِ الله يستغفِر لكم، فيضمر في {يَسْتَغْفِرْ} فاعلٌ، قاله في «الدُّر» ({لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ}) بالتشديد للتَّكثير، ونافعٌ بالتخفيف مناسبًا لما جاءَ في القرآنِ من مستقبلِهِ؛ نحو: يلوون، ولا ينافي التَّكثير وهذا جواب {إِذَا} ({وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ}) يعرضونَ عن الاستغفارِ، و{يَصُدُّونَ} حال؛ لأنَّ الرُّؤية بصريَّة ({وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ}[المنافقون:5]) حال أيضًا، وأتى بـ {يَصُدُّونَ} مضارعًا؛ ليدلَّ على التَّجدد والاستمرار، وسقطَ «{وَرَأَيْتَهُمْ}...» إلى آخره لأبي ذرٍّ، وقال بعد قوله: {رُؤُوسَهُمْ}: ”إلى قوله: {وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ}“ (حَرَّكُوا) هو تفسيرُ قولهِ: {لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ} (اسْتَهْزَؤُوْا(2) بِالنَّبِيِّ صلعم . وَيُقْرَأُ بِالتَّخْفِيفِ) كما مرَّ (مِنْ لَوَيْتُ) معتلَّ العين واللَّام، وسقطَ «ويقرأ...» إلى آخره لغير الكُشمِيهنيِّ.


[1] قوله: «بالتنوين»: ليست في (د).
[2] في (م): «استهزاء».