إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم

          4888- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ يُونُسَ) اليَربوعيُّ الكوفيُّ، و(1)نسبهُ لجدِّه لشهرتهِ بهِ، واسمُ أبيه عبدُ الله قال: (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ _يَعْنِي: ابْنَ عَيَّاشٍ_) المقرئُ، راوي عاصِم، وسقطَ «يعني: ابنَ عيَّاش» لغير أبي ذرٍّ (عَنْ حُصَيْنٍ) بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين، ابنِ عبدِ الرَّحمن السُّلَمِيِّ الكُوفيِّ(2) (عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ) بفتح العين، الأوديِّ الكوفيِّ أبي يحيى، أنَّه (قَالَ: قَالَ‼ عُمَرُ) بنُ الخطَّاب ( ☺ ) بعد أن طعنَه أبو لؤلؤةَ العِلْج الطَّعنة التي ماتَ منها(3): (أُوصِي) أنَا (الخَلِيفَةَ) من بعدِي (بِالمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ) الَّذين هاجَروا قبل بيعةِ الرِّضوان، أو الَّذين صلُّوا إلى القِبلتين، أو الَّذين شهِدوا بدرًا (أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ) بفتح همزة «أَن» (وَأُوصِي الخَلِيفَةَ) أيضًا (بِالأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّؤُوْا الدَّارَ وَالإِيمَانَ) صفةً لـ «الأنصارِ»، وضُمِّن «تبوَّؤوا» معنى: لزمُوا، فيصحُّ عطف «الإيمان» عليه، إذ(4) الإيمان لا يتبوَّأ، أو هو نصب بمقدَّر، أي: واعتقدوا، أو تُجِوِّزَ في الإيمان، فجعلَ لاختلاطهِ بهم وثباتِهم عليه كالمكانِ المحيط بهم وكأنَّهم نزلوه، وحينئذٍ فيكون فيه الجَمع بين الحقيقةِ والمجازِ في كلمةٍ واحدةٍ وفيه خلافٌ، أو سمَّى المدينة _لأنَّها دار الهجرة ومكان ظهورِ الإيمانِ_ بالإيمانِ، أو نصب على المفعول معه، أي: مع الإيمان معًا(5) (مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ صلعم ) إليهم بسنتين (أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَعْفُوَ عَنْ مُسِيئِهِمْ) ما دونَ الحدودِ وحقوقِ العباد.


[1] قوله: «و»: ليست في (ب).
[2] قوله: «عن حصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين، ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي»: ليس في (ص).
[3] في (د): «فيها».
[4] في (ج) و(د) و(ص) و(ل) و(م): «و».
[5] «معًا»: ليس في (س).