إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يلقى إبراهيم أباه فيقول: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني

          4769- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) بنُ أبي أُويس، واسمُه عبدُ الله الأصبحيُّ المدنيُّ قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ بالإفراد (أَخِي) عبدُ الحميد (عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ) محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن (عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ)‼ ╕ (أَبَاهُ) آزر(1) زاد في «أحاديث الأنبياء»(2) [خ¦3350] «يوم القيامة وعلى وجه آزر قَتَرةٌ وغَبَرةٌ، فيقول له إبراهيمُ ╕ : ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك» (فَيَقُولُ) إبراهيمُ: (يَا رَبِّ؛ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا تُخْزِنِي) ولأبي ذرٍّ: ”أن لا تخزيني“(3) (يَوْمَ يُبْعَثُونَ) زاد في «أحاديث الأنبياء» [خ¦3350] أيضًا(4): «فأي خزي أخزى من أبي الأبعد» (فَيَقُولُ اللهُ: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ) وزاد في «أحاديث الأنبياء» أيضًا(5): «فيقال: يا إبراهيم؛ ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا بذِيخٍ مُلتَطِخٍ، فيُؤخذُ بقوائمه فيُلقى في النَّار»، وفي رواية أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عند الحاكم: «فيمسخُ اللهُ أباه ضبعًا، فيأخذ بأنفه فيقول: يا عبدي، أبوك هو؟»، وفي حديث أبي سعيدٍ عند البزَّار والحاكم: «فيحوَّل في صورةٍ قبيحة وريحٍ منتنة في صورة ضبعان»، زاد ابن المنذر من هذا الوجه: «فإذا رآه كذلك؛ تبرأ منه قال: لست أبي»، وكان تبرُّؤُه منه في الدنيا حين مات مشركًا، فقطع(6) الاستغفار(7) له، كما أخرجه الطبريُّ بإسنادٍ صحيحٍ عن ابن عبَّاس، وقيل: تبرَّأ منه يوم القيامة لمَّا أيس منه حين مسخ، كما صرح به ابن المنذر في روايته، وقد يجمع بينهما بأنه تبرأ منه في الدنيا لمَّا مات مشركًا فترك الاستغفار له، فلمَّا رآه في الآخرة رقَّ(8) له، فسأل الله فيه، فلمَّا مُسِخَ أَيِسَ منه حينئذٍ، وتبرَّؤًا منه تبرُّأً أبديًّا، قيل: والحكمةُ في مَسْخِهِ؛ لينفرَ إبراهيمُ منه، ولئلَّا يبقى في النار على صورتِه؛ فيكونُ فيه غضاضةٌ على الخليل صلعم .


[1] «آزر»: مثبتٌ من (م).
[2] زيد في (م): «أيضًا».
[3] «ولأبي ذرٍّ: أن لا تخزيني»: سقط من (د).
[4] «أيضًا»: مثبت من (د).
[5] «أيضًا»: ليس في (د).
[6] في (ب): «فترك».
[7] في (د): «استغفاره».
[8] في (د): «ورق».