إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

معلق ابن طهمان: إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبرة

          4768- (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ) بفتح الطاء المهملة وسكون الهاء، الهرويُّ فيما وصله النَّسائيُّ: (عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ) محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ) بكسر العين فيهما (المَقْبُرِيِّ) بفتح الميم وضمِّ الموحَّدة (عَنْ أَبِيهِ) أبي سعيدٍ كَيسان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ) الخليل ( ╕ رَأَى) بصيغة الماضي، ولأبي ذرٍّ: ”يرى“ (أَبَاهُ) آزر، وقيل: اسمه تارَح، وقيل(1): هما عَلَمان له؛ كإسرائيل ويعقوب، وقيل: العلم تارَح، وآزر معناه: الشيخ أو المعوج (يَوْمَ القِيَامَةِ) حالَ كونِه (عَلَيْهِ الغَبَرَةُ وَالقَتَرَةُ) بفتح المعجمة والموحَّدة، والقاف والفوقية (الغَبَرَةُ / : هِيَ القَتَرَةُ) وهي سوادٌ كالدُّخَان، وسقط لأبي ذرٍّ قوله: «الغبرة هي القترة»(2)، وهذا من تفسير المؤلِّف، أخذَه مِن كلام أبي عُبيدة حيث قال في سورة يونس: {وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ}[يونس:26] القتر: الغبار، قال السفاقسيُّ: وعلى هذا: فقوله في عبس: {غَبَرَةٌ. تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}[عبس:40-41] تأكيدٌ لفظيٌّ، كأنَّه قال: غبرة فوقها غبرة، وقيل: القترة شدة الغبرة بحيث يسودُّ الوجه، وقيل: القترة(3) سوادُ الدُّخَان.


[1] في غير (د): «فقيل».
[2] قوله: «وسقط لأبي ذرٍّ قوله: الغبرة هي القترة»، سقط من (د)، والذي في «اليونينيَّة» أنَّ سقوطها للأصيليِّ.
[3] في (ص): «الغبرة».