إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك}

          ░2▒ هذا (بابٌ)(1) بالتَّنوين(2) في قوله جلَّ وعلا: ({وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}) أي: الأقربَ منهم فالأقرب، فإنَّ الاهتمام بشأنهم أهم، ولأنَّ الحجَّة إذا قامت عليهم تعدَّت إلى غيرِهم، وإلَّا فكانوا عِلَّة للأبعدين في الامتناع ({وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ}) أي: (أَلِنْ جَانِبَكَ) { لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}(3)[الشعراء:214-215] مستعارٌ مِن خَفَضَ الطَّائرُ جناحَه؛ إذا أراد أن ينحطَّ، و{مِنَ}: للتبيين، و{ الْمُؤْمِنِينَ} المرادُ بِهِم: الذين لم يؤمنوا بعدُ، بل شارفوا لأَنْ يؤمنوا؛ كالمؤلَّفة، مجازًا باعتبار ما يَؤُولُ إليه(4)، فكان من اتَّبعك شائعًا فيمَن آمن حقيقةً، ومَن سيؤمن(5) مجازًا، فبيَّن بقوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أنَّ المرادَ بهم المشارفون، أي: تواضعْ لهؤلاءِ استمالةً وتأليفًا، أو للتبعيض ويُراد بـ { الْمُؤْمِنِينَ} الذين قالوا: آمنَّا، ومنهم مَن صدَّق واتَّبع، ومنهم مَن صدَّق فقط، فقيل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وأُريدَ بعضُ الذين صدَّقوا واتَّبعوا، أي: تواضع لهم محبةً ومودَّة، قاله في «فتوح الغيب»، وسقط التبويب لأبي ذرٍّ(6).


[1] في غير (د) و(م): «قوله: { وَأَنذِرْ} ولأبي ذر: باب».
[2] «بالتنوين»: ليس في (د).
[3] «{ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}»: ليست في (ص)، وفي (ب): «للمؤمنين».
[4] «إليه»: ليس في (ص)، وفي (م): «التنبيه».
[5] في غير (د) و(م): «آمن».
[6] «وسقط التبويب لأبي ذر»: مثبتٌ من (د) و(م).