الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: لا تمنوا لقاء العدو

          ░156▒ (باب: لا تَمَنَّوا لِقَاء العَدُوِّ)
          قالَ ابن بطَّالٍ: حِكْمَةُ النَّهي أنَّ المرء لا يعلم ما يَؤول إليه الأمر، وهو نظير سؤال العافية مِنَ الفِتن، وقد قال الصِّدِّيق ☺ : لَأَنْ أُعَافَى وَأشكر أَحَبُّ إليَّ منْ أنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِر، وقال غيره: إنَّما نهى عنه لِما فيه مِنْ صورة الإعجاب والاتِّكال على النُّفوس والوثوق بالقوَّة وقلَّة الاهتمام بالعدوِّ، وكلُّ ذلك يُبَايِن الاحتياطَ والأخذَ بالحزم، إلى آخر ما بسط في الحكم. انتهى مِنَ «الفتح».
          قلت: وقد تقدَّم ما بظاهره ينافي هذا الباب، وهو (باب: الدُّعاء بالجهاد والشَّهادة...) إلى آخره ويمكن الجمع بينهما بأنَّ النَّهي على سبيل الإعجاب مثلًا، والدُّعاء يُحْمَل على بذل الجهد في إعلاء كلمة الله، فافهم.