الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب دعاء النبي صلعم

          ░102▒ (باب: دعاء النَّبيِّ صلعم إلى الإسلام والنُّبوَّة...) إلى آخره
          أي: الاعتراف بها، (وقوله تعالى) بالجرِّ عطفًا على السَّابق قاله القَسْطَلَّانيُّ.
          قال الحافظ: أورَدَ فيه أحاديث:
          أحدها: حديث ابن عبَّاسٍ في كتاب النَّبيِّ صلعم إلى قيصر، وفيه حديث عن أبي سفيان وقد تقدَّم بطولِه في بدء الوحي، وهو ظاهر فيما ترجم به(1)، وأمَّا قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ} [آل عمران:79] فالمراد مِنَ الآية الإنكار على مَنْ قال: {كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران:79] ومثلها قوله تعالى: {يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} الآية [المائدة:116] وقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا} الآية [التَّوبة:31].
          وثانيها: حديث سهل بن سعد في إعطاء عليٍّ الرَّاية يوم خيبر، والغرض منه قوله: (ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَاْمِ).
          ثالثها: حديث أنس في ترك الإغارة على مَنْ سمع منهم الأذان، وهو دالٌّ على جواز قتال مَنْ بلغته الدَّعوة بغير دعوة، وغير ذلك مِنَ الفوائد.
          رابعها: حديث أبي هريرة: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاس حتَّى يَقُولُوا...) إلى آخره، وهو ظاهر فيما ترجم له أوَّلًا حيث قال: (وعلى ما يقاتلون عليه؟). انتهى.
          قلت: وأنت خبير بأنَّ هذه التَّرجمة جزء الباب السَّابق لا لهذا الباب كما أقرَّ به الحافظ، فتأمَّلْ.


[1] في (المطبوع): ((له)).