الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء

          ░3▒ (باب: الدُّعاء بالجهاد والشَّهادة للرِّجال والنِّساء...) إلى آخره
          قالَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ: كان(1) يقول: اللَّهمَّ اجعلني مِنَ المجاهدين في سبيلك، وكان(2) يقول: اللَّهمَّ ارزقنا الشَّهادة في سبيلك.
          قال الحافظ: قالَ ابن المنيِّر وغيره: وجه دخول هذه التَّرجمة في الفقه أنَّ الظَّاهر مِنَ الدُّعاء بالشَّهادة يستلزم طلب نصر الكافر على المسلم وإعانة مَنْ يعصي الله على مَنْ يطيعه، لكنَّ القصد الأصليَّ إنَّما هو حصول الدَّرجة العليا المترتِّبة على حصول الشَّهادة، وليس ما ذكره مقصودًا لذاته، وإنَّما يقع مِنْ ضرورة الوجود.
          قلت: أو لِما يوهمه قوله صلعم: (لَاْ تَتَمَنَّوا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ العَافِيَةَ) الحديث، وقد ترجم به المصنِّف فيما سيأتي، ثمَّ أورد المصنِّف فيه حديث أنس في قصَّة أمِّ حرام، وهو ظاهر فيما ترجم له في حقِّ النِّساء، ويؤخذ منه حكم الرِّجال بطريق الأَولى.
          وأغربَ ابنُ التِّين فقال: ليس في الحديث تمنِّي الشَّهادة وإنَّما فيه تمنِّي الغزو، ويجاب بأنَّ الشَّهادة هي الثَّمرة العظمى المطلوبة في الغزو. انتهى.
          قوله: (وقال عمر: الله(3) ارزقني...) إلى آخره، كتب [الشَّيخ] في «اللَّامع»: وكانت المدينة مخصَّصة بمنقبة وكرامة، فسأل الشَّهادةَ فيها دون المعركة لئلَّا يُدفَن خارجًا منها، ولا يموت خارجها ولو شهيدًا. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((كأن)).
[2] في (المطبوع): ((وكأن)).
[3] في (المطبوع): ((اللهم)).