الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من أتاه سهم غرب فقتله

          ░14▒ (باب: مَنْ أَتَاه سَهْمٌ غَرْبٌ...) إلى آخره
          الغَرْب_بفتح الغين المعجمة وسكون الرَّاء آخره موحَّدة منوَّنًا كسهم_ صفة له، قال أبو عبيد وغيره: أي: لا يُعْرَف راميه أو لا يُعْرَف مِنْ أين أتى أو جاء على غير قصدٍ مِنْ راميه، وعن أبي زيد فيما حكاه الهَرَويُّ: إن جاء مِنْ حيثُ لا يُعرف فهو بالتَّنوين والإسكان، وإن عُرف راميه لكن أصاب مَنْ لم يقصد فهو بالإضافة وفتح الرَّاء، وأنكر ابن قتيبة السُّكون، ونسبه لقول العامَّة، وجوَّز الفتح، وإضافة سهم الغَرْب(1). انتهى مِنَ القَسْطَلَّانيِّ.
          وزاد الحافظ: وقصَّة حارثة منزَّلة على الثَّاني، فإنَّ الَّذِي رماه قَصَد غِرَّتَه فَرَمَاه، وحارثة لا يشعر [به]. انتهى.
          قلت: ولعلَّ الإمامَ البخاريَّ ترجم به لدفع ما يُتَوَهَّم مِنْ أنَّه إذا لم يُدْرَ القاتلُ فلا يدري أقُتل مِنْ سهمِ كافرٍ أو مسلم، فنبَّه الإمام البخاريُّ بالتَّرجمة والحديث على أنَّ قتيل المعركة شهيد وإن لم يُدْرَ قاتلُه.


[1] في (المطبوع): ((لغربٍ)).