الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الحراسة في الغزو في سبيل الله

          ░70▒ (باب: الحِرَاسة في الغزو في سبيل الله ╡)
          أي: بيان ما فيها مِنَ الفَضْل، وفي الحديث: الأخذ بالحذر والاحتراس مِنَ العدوِّ، وأنَّ على النَّاس أن يحرسوا سلطانهم خشية القتل.
          وإنَّما عانى النَّبيُّ صلعم ذلك مع قوَّة توكُّله للاستنان به في ذلك، وقد ظاهر بين درعين مع أنَّهم كانوا إذا اشتدَّ البأس كان أمام الكلِّ، وأيضًا فالتَّوكُّل لا ينافي تعاطي الأسباب، لأنَّ التوَّكُّل عملُ القلب، وهي عملُ البدن. انتهى.
          ثم قال الحافظ: قالَ ابن بطَّالٍ: نسخ ذلك بحديث عائشة عند التِّرمذيِّ: كان النَّبيُّ صلعم يُحرس حتَّى نزلت هذه الآية: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67].
          قالَ القُرْطُبيُّ: ليس في الآية ما ينافي الحراسة كما أنَّ إعلام الله نصر(1) دينه وإظهاره ما يمنع الأمر بالقتال وإعداد العدد، وعلى هذا / فالمراد العصمة مِنَ الفتنة والإضلال أو إزهاق الرُّوح، والله أعلم. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((بنصر)).