الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به

          ░109▒ (باب: يُقَاتل مِنْ وَرَاء الإِمام وَيَتَّقِي(1) به)
          يقاتل: بفتح المثنَّاة، ولم يزد البخاريُّ على لفظ الحديث، والمراد به المقاتَلة للدَّفع عن الإمام سواء كان ذلك مِنْ خَلفِه حقيقة أو قُدَّامه، و(وراء) يُطْلَق على المعنيين. انتهى مِنَ «الفتح».
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع» قوله: (وإنَّما الإمَام جُنَّة) التشبيه في مجرَّد المقاتلة معه لا القتال دونه. انتهى.
          قلت: وما أفاده الشَّيخ واضح، يعني: ليس التَّشبيه بالجُنَّة بأن يكون الإمام مُقَدَّمًا على القوم، والقوم خلفه كما تقدَّم في شرح التَّرجمة مِنْ كلام الحافظ.
          قوله: (نحن الآخِرون السَّابقون) هذه الجملة طرف مِنْ حديث سبق بيانُه في كتاب الجمعة، وسبق في الطَّهارة أنَّ عادته في إيراد هذه النُّسخة_وهي شعيب عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة_ أن يصدَّر بأوَّل حديث فيها، ويَعْطِف الباقي عليه لكونه سمعها هكذا، وأنَّ مسلمًا في نسخة مَعْمَر عن هُمَام عن أبي هريرة سلك طريقًا نحو هذه، فإنَّه يقول في أوَّل كلِّ حديث منها: فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلعم: كَيْت وكَيْت. انتهى مِنَ «الفتح».
          قلت: وهذا التَّوجيه هو الأوجَهُ عندي مِنْ بين التَّوجيهات الأُخَر، كما تقدَّم في الطَّهارة.


[1] في (المطبوع): ((ويتقَى)).