الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}

          ░11▒ (باب: قول الله ╡: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا} إلى آخره [التَّوبة:52])
          سيأتي في تفسير براءة تفسيرُ {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التَّوبة:52] بأنَّه الفتح أو الشَّهادة، وبه تَتَبَّين مناسبة قول المصنِّف بعد هذا (والحرب سِجال).
          ثم أورد المصنِّف طرفًا مِنْ حديث أبي سفيان في قصَّة هرقل، والغرض منه قوله فيه: (فزعمت أنَّ الحرب بينكم...) إلى آخره.
          وقالَ ابن المنيِّر: التَّحقيق أنَّه ما ساق حديث هِرَقْلَ إلَّا لقوله: (وكذلك الرُّسُل تُبْتَلى ثمَّ تكون لهم العاقبة) قال: فبذلك يتحقَّق أنَّ لهم إحدى الحُسنيين إن انتصروا، فلهم العاجلة والعاقبة، وإن انتصر عدوُّهم فللرُّسل العاقبة. انتهى.
          وهذا لا يستلزم نفي التَّقدير الأوَّل ولا يعارضه، بل الَّذِي يظهر أنَّ الأوَّل أَولى لأنَّه مِنْ نقل أبي سفيان عن حال النَّبيِّ صلعم، وأمَّا الآخر فمِنْ قول هرقل مستندًا فيه إلى ما تلقَّفه مِنَ الكتب. انتهى كلُّه مِنَ «الفتح».