الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير

          ░38▒ (باب: فَضْل مَنْ جَهَّزَ غَازيًا أو خَلَفَه بخير)
          قال الحافظ: (جهَّز) أي: هيَّأ له أسباب سفره (أو خَلفه)_بفتح المعجمة واللَّام الخفيفة_ أي: قام بحالِ مَنْ يتركه، ومطابقة حديث أنس للتَّرجمة مِنْ جهة قوله: (أو خلفه في أهله) لأنَّ ذلك أعمُّ مِنْ أن يكون في حياته أو بعد موته، والنَّبيُّ صلعم كان يجبر قلب أمِّ سُليم بزيارتها، ويعلِّل ذلك لأنَّ أخاها قُتل معه، ففيه أنَّه خلفه في أهله بخير بعد وفاته، وذلك مِنْ حسن عهدِه صلعم. انتهى.
          وذكر الشَّيخ قُدِّس سرُّه وجه المطابقة بنوع آخر فقال: ويمكن أن تكون أمُّ سُليم خليفة مِنْ أخيها على أهله وأولاده بعد خروجه إلى القتال، فيكون إيراد الرِّواية هاهنا لذلك. انتهى.
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ: فإن قلت: هل مَنْ جهَّزَ غازيًا على الكَمال ويخْلُفُه بخير في أهله له أجر غازيين أو غازٍ واحد؟ أجاب ابن أبي جمرة بأنَّ ظاهر اللَّفظ يفيد أنَّ له أجر غازيين لأنَّه ╕ جعل كلَّ فعل مستقلًّا بنفسه غير مرتبط بغيره. انتهى.
          ثمَّ [في] رواية لمسلم أنَّ رسول الله صلعم بعث بعثًا وقال: (( ليخرج مِنْ كلِّ رَجلين رَجلٌ، والأجر بينهما)) وفي رواية له: ((وأيُّكُم خَلَفَ الخَارِجَ في أهله وماله بخير، كان له مثلُ نصف أجْرِ الخَارج))، وذكر الحافظ: وجه الجمع، فارجع إليه لو شئت.