إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟

          4802- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بنُ دكين / قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمانُ (عَنْ إِبْرَاهِيمَ) بنِ يزيد (التَّيْمِيِّ) الكوفيِّ (عَنْ أَبِيهِ) يزيد (عَنْ أَبِي ذَرٍّ) جندب الغفاريِّ ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبيِّ(1) صلعم فِي المَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟) استفهامٌ أريد به الإعلام (قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ) أي: تنقادُ للباري تعالى انقيادَ السَّاجدِ من(2) المكلَّفين، أو شبَّهها بالسَّاجد(3) عند غروبها. قال ابنُ كثيرٍ: والعرشُ فوق العالمِ ممَّا يلي رؤوسَ النَّاسِ، فالشَّمسُ إذا كانت في قبَّةِ الفلكِ وقت الظَّهيرةِ تكون أقرب إلى العرشِ، فإذا استدارَت في فلكها الرَّابع إلى مقابلةِ هذا المقامِ _وهو(4) وقت نصف اللَّيل_ صارَت أبعد ما يكون من العرشِ، فحينئذٍ تسجدُ وتستأذنُ في الطُّلوعِ، أي: من المشرقِ على عادتها، فيؤذنُ لها (فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[يس:38]).


[1] في (م): «رسول الله».
[2] في (د): «انقياد الساجدين».
[3] في (د): «بالساجدين».
[4] «وهو»: ليست في (س).