إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}

          ░1▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين في (قوله) تعالى: ({وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا}) الواو للعطف على {اللَّيْلُ} واللام في { لِمُسْتَقَرٍّ } بمعنى: إلى، والمراد بالمستقر إمَّا الزَّمانيُّ؛ وهو منتهى سيرها وسكون حركتها يوم القيامةِ حين تُكَوَّرُ وينتهي هذا العالمُ إلى غايتهِ، وإمَّا المكانيُّ؛ وهو ما(1) تحت العرشِ ممَّا يلي الأرضَ من ذلك الجانبِ، وهي أينمَا كانت فهي تحتَ العرشِ كجميع المخلوقاتِ؛ لأنَّه سقفُها، وليس بِكُرَةٍ كما يزعمهُ كثيرٌ من أهل الهيئةِ، بل هو قبَّةٌ ذات قوائم تحملهُ الملائكةُ، أو المراد: غايةُ ارتفاعها في كبدِ السَّماء، فإنَّ حركتها إذ ذاك يوجدُ فيها إبطاءٌ بحيث يظنُّ أنَّ لها هناك وقفةً، والثَّاني: أنسبُ بالحديث المسوق في الباب ({ذَلِكَ}) إشارةً إلى جريِ الشَّمس على هذا التَّقديرِ أو إلى المستقرِّ ({تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ}) الغالبِ‼ بقدرته على كلِّ مقدورٍ ({الْعَلِيمِ}[يس:38]) المحيط علمهُ بكلِّ معلومٍ، وسقطَ «باب» لغير أبي ذرٍّ، والآيةُ لأبي ذرٍّ ساقطة(2).


[1] «ما»: ليست في (م) و(ص).
[2] قوله: «والآية لأبي ذر ساقطة»: ليست في (د).