إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}

          ░2▒ ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم}) الاستجابة: هي الطَّاعة والامتثال، والدَّعوة: البعث والتَّحريض، ووحَّد الضمير ولم يُثَنِّه؛ لأنَّ استجابة الرَّسول كاستجابة الباري جلَّ وعلا، وإنَّما يُذكَر أحدُهما مع الآخر للتَّوكيد ({لِمَا يُحْيِيكُمْ}) من علوم الدِّيانات والشَّرائع؛ لأنَّ العلم حياةٌ كما أنَّ الجهل موتٌ ({وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}) أي: يحول بينه وبين الكفر إن أراد سعادته، وبينه وبين الإيمان إن قدَّر(1) شقاوته، والمراد: الحثُّ على المبادرة على إخلاص القلب وتصفيته قبل أن يحول الله بينه وبينه بالموت(2)، وفيه تنبيهٌ على اطِّلاعه تعالى على مكنوناته ({وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[الأنفال:24]) فيجازيكم على ما اطَّلع عليه في قلوبكم، وسقط قوله: «{وَاعْلَمُواْ}...» إلى آخره لأبي ذرٍّ، وقال بعد قوله: {لِمَا يُحْيِيكُمْ}: ”الآيةَ“‼.
          ({اسْتَجِيبُواْ}) قال أبو عبيدة أي: (أَجِيبُواْ) وقوله: ({لِمَا يُحْيِيكُمْ}) أي: (يُصْلِحُكُمْ).


[1] في (د) و(م): «أراد».
[2] في (ص): «وبين الموت».