مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{قل أعوذ برب الفلق}

          ░░░113▒▒▒ قل أعوذ برب الفلق
          قال مجاهد: {غَاسِقٍ} [الفلق:3]: الليل. {إِذَا وَقَبَ}: غروب الشمس، ويقال: هو أبين من فرق وفلق الصبح. {وَقَبَ} إذا دخل في كل شيء وأظلم. ثم ساق عن زر قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال: سألت رسول الله صلعم فقال: ((قيل لي فقلت)) فنحن نقول كما قال رسول الله صلعم وهو من أفراده، وأخرجه (ن) أيضاً.
          قال والدي ⌂:
          ({مِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}) [الفلق:3] الغاسق الليل والوقوب غروب الشمس والدخول في موضعها، وأما الفلق والفرق فهما بمعنى واحد.
          قوله: (عاصم) هو ابن أبي النجود بفتح النون وضم الجيم وبالمهملة، أحد القراء السبعة، و(عبدة) ضد الحرة، ابن أبي لبابة بضم اللام وخفة الموحدة الأولى الأسدي وهو عطف على عاصم، و(زر) بكسر الزاي وشدة الراء (ابن حبيش) مصغر الحبش بالمهملة والموحدة والمعجمة، و(المعوذتين) بكسر الواو فإن قلت: ما معنى السؤال عنهما؟ قلت: كان ابن مسعود يقول: إنهما ليسا من القرآن فسأل عنهما من هذه الجهة فقال سألت رسول الله صلعم فقال قيل لي قل أعوذ أي أقرأنيهما جبريل يعني: أنهما من القرآن، انتهى كلام والدي ⌂.
          أقول:
          قوله: (عن المعوذتين) كان ابن مسعود لا يدخل المعوذتين في مصحفه؛ لأنه كثيراً ما كان يرى الشارع يتعوذ بهما فظن أنهما من الوحي وليسا من القرآن، والصحابة أجمعت عليهما وأثبتتهما في المصاحف.
          قال ابن حزم: وأما ما يروى عن ابن مسعود فإنه لا يصح عنه.