مجمع البحرين وجواهر الحبرين

لقمان

          ░░░31▒▒▒ سورة لقمان
          مكية(1)، واختلف في قوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ} [لقمان:27]. و{إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان:34]، وقوله: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [المائدة:55] لأن الصلاة والزكاة مدنيتان.
          وسلفت ترجمة لقمان في أحاديث الأنبياء، وابنه: اسمه أنعم فيما قاله قتادة وكان كافراً، فما زال به حتى أسلم، وزعم غيره أن اسم ابنه مسلم، وقيل: ماثان، وقيل: ثاران.
          قال السخاوي: ونزلت بعد الصافات، وقبل: سبأ.
          ساق في الباب حديث عبد الله لما نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام:82] الحديث، سلف في الإيمان وأحاديث الأنبياء.
          قوله: {إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان:34]
          فيه حديث أبي هريرة في سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام، وسلف في الإيمان، وزاد هنا ((وكتبه)).
          ثم ساق بعده حديث ابن عمر: ((مفتاح الغيب خمس)) الحديث سلف في الأنعام وقال: ((مفاتيح)) بدل ((مفتاح)).
          وجاء الحديث الذي قبله بروايات يقرب بعضها من بعض. قال هنا (إذ أتاه رجل يمشي) وقال في أخرى: (في هيئة أعرابي يُرى عليه أثر السفر).
          وفي أخرى: (حسن الهيئة حسن الثياب طيب الريح، وأنه قال: يا رسول الله، أدنو؟ قال: ((ادنه)) فدَنا دنوة، ثم قال: يا رسول الله، فعجبنا من توقيره لرسول الله.. إلى آخره) وفي بعض الروايات أن عمر سمع الحديث. وفي بعضها أنه شهد القصة. وفي أخرى أنه ◙ قال: ((هذا جبريل يعلمكم دينكم وما خفي علي قبل هذا اليوم)).
          وفي بعضها أنه ◙ قال لعمر بعد ثلاثة أيام: ((أتدري من الرجل؟ هو جبريل)) وظاهر رواية أخرى أنه لم يعرفه حين دخوله عليه وسؤاله إياه / وإنما علمه بعد أن طلبوا رده فلم يجدوه.
          وفيه: إجابة السائل فيما لم يسأل عنه تبرعاً؛ لقوله: ((ولكن سأحدثك عن أشراطها))، وقال في الزكاة: المفروضة ولم يذكر مثله في الصلاة.
          قال والدي ⌂:
          قوله: (قتيبة) مصغر القتبة التي للجمل ومر الحديث في كتاب الإيمان في باب ظلم دون ظلم.
          و(أبو حيان) بفتح المهملة وشدة التحتانية يحيى التيمي، و(أبو زرعة) بضم الزاي وسكون الراء وبالمهملة، هرم البجلي ووصف البعث بالآخر إما من باب الصفات اللازمة، وإما للاحتراز عن البعث الأول سبق الحديث في باب سؤال جبريل.
          الزركشي:
          (وتؤتي الزكاة المفروضة) ولم يقيد الصلاة بذلك للتأكيد وهو الاحتراز عن صدقة التطوع.
          (في خمس) متعلق بمحذوف؛ أي: هي.
          قوله: (ويؤمن بالبعث الآخر) البعث بعثان فالأول هو مفارقة الروح للجسد ومصيرها إلى دار الحشر الأول ولا ينكره أحد وإن أنكر فيه الجزاء فيه من النعيم والعذاب، والبعث الثاني يوم يرد الله الأرواح إلى أجسادها ويبعثها من قبورها وهذا هو البعث الآخر المذكور في الحديث.
          انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قال السهيلي في ((التعريف)): ابن لقمان اسمه: ثاران وقيل غير ذلك، ولقمان هو ابن عنقاء بن سرون وكان نوبيًّا من أهل أيلة.
          وقال ابن الجوزي في ((تنوير الغبش)) اختلف في لقمان فقال الأكثرون أنه كان حكيماً ولم يكن نبيًّا، وقال سعيد بن المسيَّب: بل كان نبيًّا.
          قال ابن إسحاق: كان لقمان أسود وقال غيره: كان حبشيًّا لرجل قصار من بني إسرائيل اشتراه بثلاثين ديناراً وأن مولاه قويا أمره بذبح شاة وأوصاه أن يخرج منها أطيب مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب ثم إن مولاه قال له بعد مدة: اذبح لنا شاة وأخرج أخبث مضغتين فيها فأخرج منها اللسان والقلب، فقال له مولاه ما هذا فقال ما في الشاة أطيب من قلبها ولسانها ولا أخبث منهما إذا خبثا.
          وقال الحسن: اعتزل لقمان الناس فنزل بين الرملة وبيت المقدس لا يخالطهم.
          قال إبراهيم بن أدهم: بلغني أن قبر لقمان ما بين مسجد الرملة وموضع سوقها اليوم، وفيها قبور سبعين نبيًّا ماتوا بعد لقمان كلهم في يوم واحد من الجوع أخرجهم بنو إسرائيل فألجأوهم إلى الرملة ثم أحاطوا بهم فماتوا كلهم جوعاً.


[1] في هامش المخطوط: ((سيأتي في (خ) عن السخاوي في سبأ أنها نزلت قبل لقمان فيحتاج إلى جمعه به قول السخاوي)).