مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة براءة

          ░░░9▒▒▒ سورة براءة
          مدنية، اختلف في آيات منها آيتان مكيتان في شأن علي وعمه العباس، وقال مقاتل: كلها مدنية إلا قوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة:128] إلى آخر السورة، قال السخاوي: نزلت بعد المائ[د]ة.
          قال السهيلي: وأهل التفسير يقولون: إن آخرها نزل قبل أولها، وإن أول ما نزل منها: {انْفِرُواْ خِفَافًا} ثم نزل أولها، قال ابن العربي: قوله: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} [التوبة:5] ناسخة لمائة وأربعة عشرة آية، ثم صار آخرها ناسخاً لأولها، وهو قوله: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ}.
          ولها أسماء غير براءة: التوبة؛ لأن فيها التوبة على المؤمنين، والفاضحة وغيرهما، ذكر الزمخشري، وقال حذيفة فيما ذكر عبد: هي سورة العذاب.
          وقيل: إنما لم يبسمل في أولها؛ لأنها والأنفال سورة واحدة.
          وفي الحاكم عن ابن عباس: سألت عليًّا عن ذلك فقال: لأن البسملة أمان، وبراءة أنزلت بالسيف ليس فيها أمان، والصحيح كما قال القشيري: أن جبريل ما نزل بها فيها.
          قوله: (هار، هائر): يريد أنه مقلوب من هائر.
          قوله: (لأواه) شفقاً وفرقاً، قال:
إذا ما قمت أرحلها بليل                     تأوه آهة الرجل الحزين
          زاد غيره: المترحم شفقا وفرقاً، وقيل: أواه: دعاء. واحتج له بهذا البيت، وقال كعب: إذا ذكر النار تأوه.
          وهذا البيت للمثقب العبدي، واسمه: عائذ بن محصن بن ثعلبة بن واثلة بن عدي، قال المرزباني: وقيل: اسمه شاس بن عائذ، وقال أبو عبيدة: اسمه: شاس بن نهار، وسمي المثقب؛ لقوله:
رددن تحية وكنن أخرى                     وثقبن الوصاوص بالعيون
          والبيت المنشد هو من قصيدته التي أولها:
أفاطم قبل بينك متعيني                     ومنعك ما سألت كان بيني
          إلى أن قال:
فسل الهم عنك بذات لوث                     عذافرة كمطرفة العيون
إذا ما قمت أرحلها بليل
          البيت.
          ومن حكمها وآدابها قوله:
فإما أن تكون أخي بحق                     فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني                     عدوا أتقيك وتتقيني
فما أدري إذا يممت أمراً                     أريد الخير أيهما يليني
آلخير الذي أنا أبتغيه                     أم الشر الذي هو يبتغيني
          ثم ساق حديث أبي إسحاق، عن البراء آخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ} [النساء:127] وآخر سورة نزلت براءة.
          قال الداودي: ولم يختلفوا أن أول براءة نزلت سنة تسع، لما حج الصديق بالناس ولعل البراء أراد بعض براءة.