مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة المؤمنين

          ░░░23▒▒▒ سورة المؤمنون
          مكية، وأخطأ من قال: {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم} [المؤمنون:64] أنها مدنية.
          قال السخاوي: ونزلت بعد الأنبياء وقبل سورة تنزيل السجدة.
          ({لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون:61] سبقت لهم السعادة) قلت: وقال ابن عباس: ينافسون فيها أمثالهم من أهل البر والتقوى. وقال الكلبي: سبقوا الأمم إلى الخيرات.
          (قوله: {فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ}) [المؤمنون:113] الملائكة هو قول مجاهد إما الحفظة أو الحساب.
          وقال ابن مسعود: الكالح الذي بدت أسنانه وتقلصت شفتاه كالرأس المشوط بالنار.
          قوله: ({مِن سُلَالَةٍ} [المؤمنون:12]: الولد، والنطفة: السلالة) قيل: إنما قيل لآدم سلالة؛ لأنه سل من كل تربة.
          قال والدي ⌂:
          قال: ({وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ}) [المؤمنون:12] أي: خلاصة مسلولة من الطين.
          فإن قلت: كيف صح تفسيرها بالولد إذ ليس الإنسان من الولد بل الأمر بالعكس؟ قلت: ليس الولد تفسيراً لها بل الولد مبتدأ وخبره السلالة يعني: السلالة ما يستل من الشيء كالولد والنطفة، وقال تعالى: ({بِهِ جِنَّةٌ}) [المؤمنون:25] أي: جنون.
          وقال: ({فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء}) [المؤمنون:41] أي: زبداً لا ينتفع به، وقال: ({وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}) [المؤمنون:33] أي: وسعنا عليهم، ووقع هذا في بعض النسخ في سورة الحج وهو من الناسخ.
          الزركشي:
          ({هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} [المؤمنون:36] أي: بعيد بعيد) فسر النحويون هيهات بمعنى بعد، ولعل (خ) أراد تفسير معنى.
          (السلالة: الولد) أي: لأنه استل من أبيه وهو مثل البرادة والنحاتة لما يتساقط من الشيء بالبرد والنحت.