مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{ألم غلبت الروم}

          ░░░30▒▒▒ سورة الروم
          مكية، روى الواحدي من حديث الأعمش، عن علية، عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان يوم بدر / ظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون فنزلت: {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم:1-2] إلى قوله: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم:4] بنصر الله قال: ففرح المسلمون بظهور الروم على أهل فارس.
          قال السخاوي: ونزلت بعد: {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} [الإنشقاق:1] وقبل العنكبوت.
          فائدة:
          قال هشام بن محمد كما نقله أبو عمر في كتاب ((القصد والأمم)):(1) من ولد يافث بن نوح رومي بن ليطي بن يونان بن يافث، وهم الروم الأول، وأما الروم الثاني الذي رجع الملك إليهم من ولد رومي بن ليطي من ولد عيص بن إسحاق، غلبوا على اليونانيين فبطل ذكر الأولين، وغلب هؤلاء على الملك.
          زاد الواسطي: ورومي يقال له: رومانس الثاني، هو الذي بنى مدينة رومية فنسبت إليه، ورومي معرب من ولد رومانس والروم في لغتهم لا يسمون أنفسهم ولا يدعوهم أهل الثغور إلا رومانس.
          قال: وهم من الروم يزعمون أنهم من قضاعة من تنوخ وبهراء وسيلخ، ومنهم قوم يزعمون أنهم من إياد وقوم ينسبون إلى غسان من آل جفنة، وعند الواحدي: صار اسم أبيهم لهم فالاسم للقبيلة. قال: وإن شئت هو جمع رومي منسوب إلى روم بن عيص وعند أهل اللغة: رام الشيء يرومه روماً؛ أي: طلبه. وأهل هذه البلاد يسمونهم الإفرنج.
          وقال ابن صاعد في ((طبقاته)): كانت الروم قدماً صابئة يعبدون الكواكب إلى أن قام قسطنطين بن هيلان باني القسطنطينية بدين النصرانية، ودعا الروم إلى التشرع به فأطاعوه وتنصروا عن آخرهم ورفضوا دينهم من تعظيمهم الهياكل وعبادة الأوثان، ولم يزل دين النصرانية يفشو ويظهر إلى أن دخل فيه أكثر الأمم المجاورة للروم من الإفرنجية والجلالقة والصقالبة وبرجان والفرس(2) وجميع أهل مصر من القبط وجمهور السودان من الحبشة والنوبة وغيرهم.
          قوله: ({فَلَا يَرْبُو عِندَ اللهِ} [الروم:39]: من أعطى عطية يبتغي أفضل فلا أجر له فيها) هو قول سعيد بن جبير وغيره، وهو ربا حلال لا أجر له فيه ولا وزر، وهذا في حق الأمة، أما في حقه ◙ فهو حرام عليه؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6] وقيل في الآية غير ذلك.
          قوله: (وقال غيره: ضَعف وضُعف لغتان) قلت: كذا قال الخليل، ويقال الضُّعف في الجسد، والضَّعف في العقل.
          وعبارة ابن التين: وقيل: هو بالضم، ما كان من الخلق، وبالفتح ما سفل، المعنى: خلقكم من المني، أي: في حال ضعف.
          ثم ساق حديث أبي الضحى مسلم بن صبيح الكوفي العطار عن مسروق عن ابن مسعود وقد سلف في الاستسقاء مختصراً، ويأتي أيضاً في الدخان مختصراً.


[1] في هامش المخطوط: في (ط) ((الروم)).
[2] في المخطوط: ((والروس))، ولعل الصواب ما أثبتناه.