مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{إذا السماء انفطرت}

          ░░░82▒▒▒ سورة إذا السماء انفطرت
          مكية. (وقال الربيع بن خثيم: {فُجِّرَتْ} [الإنفطار:3]: فاضت) (وقرأ الأعمش وعاصم فعدلك بالتخفيف) أي: صرفك وأمالك. (وقرأ أهل الحجاز بالتشديد أراد معتدل الخلق) أي: لقوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:4].
          (ومن خفف أراد: في أي صورة شاء، إما حسن وإما قبيح أو طويل أو قصير) وقيل: معناه مثل المشدد من قولهم: عدل فلان على فلان في الحكم؛ أي: سوى نصيبه؛ أي: لم يعدل به إلى طريق الجور، وقيل: معنى التشديد جعل خلقك مستقيماً ليس فيه شيء زائد على شيء.
          وفي الحديث أن النبي ◙ كان إذا نظر إلى الهلال قال: ((آمنت بالذي خلقك فسواك فعدلك)) بتشديد الدال باتفاق الرواة كما قاله ابن النقيب.
          قال والدي ⌂:
          قوله: (الربيع) بفتح الراء (ابن خثيم) مصغر الخثم بالمعجمة والمثلثة التابعي الثوري الكوفي، و(عاصم ابن أبي النجود) بفتح النون وضم الجيم الأسدي، أحد القراء السبعة.
          قوله: (أراد) أي: المشدد أي: ((عدلك)) معناه خلقك معتدل الخلق ومن خفف يريد أن معناه صرفك في أي صورة شاء فمعنى هذا جواب لقوله خفف وعدلك بمعنى صرفك ويحتمل أن يكون ومن خفف عطفاً على فاعل أراد أي: ومن خفف أراد أيضاً معتدل الخلق ولفظ (في أي صورة) لا يكون متعلقاً به بل هو كلام مستأنف تفسير لقوله تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} [الإنفطار:8].
          الزركشي:
          (قال الربيع بن خثيم: {فُجِّرَتْ} [الانفطار:3] فاضت) ينبغي قراءته بتخفيف الجيم فإنها القراءة المنسوبة للربيع.
          (قرأ الأعمش وعاصم: {فَعَدَلَكَ} [الانفطار:7] بالتخفيف... إلى آخره) حاصله أن التثقيل على معنى جعلك متناسب الأطراف؛ فلم يجعل إحدى يديك أو رجليك أطول، ولا إحدى عينيك أوسع، فهو من التعديل، وقراءة التخفيف من العدول؛ أي: صرفك إلى ما شاء من الهيئات والأشكال، ويحتمل رجوعها إلى معنى التثقيل أيضاً؛ أي: عدل بعض أعضائك ببعض / .