مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{تبت يدا أبي لهب وتب}

          ░░░111▒▒▒ تبت
          مكية، (تبت خسرت) ثم ساق حديث ابن عباس لما نزلت: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214].. الحديث سلف في سورة الشعراء.
          وقال هنا: وقد تبت، هكذا قرأها الأعمش يومئذ يعني: على الخبر. وقراءة الجماعة على أنه دعاء، معنى (يا صباحاه): صياح، والهتف: الصوت؛ أي: صبحتم لا تدرون متى يأتيهم العذاب إن لم يؤمنوا.
          قوله: (حتى صعد الصفا) هو المراد بقوله: ((من سفح الجبل)) هو موضع عال، وهذا الخبر مرسل صحابي؛ لأن ابن عباس يومئذ لم يخلق كما نبه الداودي وهو لائح.
          {وَتَبَّ. مَا أَغْنَى [عَنْهُ] مَالُهُ} [المسد:2] ساق فيه حديث ابن عباس أيضاً.
          قوله فيه: (فخرج إلى البطحاء) موضع منحدر بمكة قاله الداودي.
          {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد:3] هو بفتح الهاء قطعاً مراعاة لرءوس الآي، / وإن كان في لهب، الفتح والإسكان قراءتان.
          ذكر فيه قطعة من حديث ابن عباس: قال أبو لهب: تبًّا لك، الحديث.
          {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد:4] (قال مجاهد: تمشي بالنميمة) وقيل: كانت تحطب للؤمها وبخلها، وقيل: كانت تحمل الشوك فتطرحه في طريق رسول الله. واسمها: أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية وسلف اسم أبي لهب.
          ({فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} [المسد:5]: يقال من مسد ليف المقل، وهي السلسلة التي في النار) أي: في الحاقة تخرج من فيه وتخرج من دبره ويلوى سائرها على جسده. وقال الضحاك: هو الحبل الذي كانت تحتطب به، وقال قتادة: قلادة من ودع، وقيل: حبال من ضروب أوبار الإبل. وقيل: هو الحبل المحكم فتلا من أي نوع كان، ولما كان العادة أن يحملن في أجيادهن أبدلها الله في الآخرة بذلك.
          قال والدي ⌂:
          قوله: (أبو أسامة) هو حماد، و(عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء، و(رهطك منهم المخلصين) إما تفسير لقوله عشيرتك الأقربين وإما قراءة شاذة رواها قال الإسماعيلي قرأه ابن عباس، وقال النووي: عبارة ابن عباس أنها مشعرة بأنها كانت قرآناً ثم نسخ تلاوته، و(السفح) بالسين والصاد وجه الجبل وأسفله، و(هكذا) أي بزيادة كلمة قد.
          قوله: (محمد بن سلام) بتخفيف اللام وتشديدها، و(أبو معاوية) محمد الضرير، و(عمرو بن حفص) بالمهملتين.
          قوله: (حمالة الحطب) أي: نمامة ويقال للمشاء بالنمائم المفسد بين الناس يحمل الحطب بينهم أي يوقد بينهم النائرة و(المسد) ليف المقل بضم الميم وسكون القاف وباللام، شجر الدوم ومسد الحبل إذا أجاد فتله، انتهى كلام والدي ⌂.
          أقول:
          قوله: (ورهطك منهم) ظاهر هذا أنه كان قرآناً ثم نسخ تلاوته.
          (وامرأته حمالة الحطب) هي أم جميل بنت حرب، وقيل: اسمها أروى وقيل: أم كلثوم.