مجمع البحرين وجواهر الحبرين

سورة النحل

          ░░░16▒▒▒ سورة النحل
          هي مكية إلا قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} [النحل:126] إلى آخرها. وقيل: إلا ثلاث، نزلن بينهما منصرفه من أحد، أو كلها مدنية، أو أولها مكي إلى مرو {هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ} [النحل:41] وإلى آخرها مدني، أقوال: قال السخاوي: نزلت بعد الكهف وقبل سورة نوح.
          يقال أمر ضيق وضيق، قلت: قرأ ابن كثير بكسر الضاد قال الأخفش: وهو لغة في الأمر. قال الفراء: الضيق: ما ضاق عنه صدرك، والضيق ما يكون في الذي يتسع مثل الدار والثوب؛ أي: لا يضيق صدرك من مكرهم.
          قوله: (وقال غيره: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ} [النحل:98] هذا مقدم ومؤخر وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة، ومعناها الاعتصام بالله) قلت: وهذا إجماع، إلا ما روي عن أبي هريرة وداود ومالك أنهم قالوا: أنها بعدها أخذاً بظاهر الآية.
          (قال ابن عباس: {شَاكِلَتِهِ} [الإسراء:84]: ناحيته) هذه اللفظة في {سُبْحَانَ} [الإسراء:93] بعدها، قال الليث: الشاكلة من الأمور: ما وافق فاعله، والشكل. بالكسر: الدل. وبالفتح: المثل والمذهب، والمرأة الغريبة الشكلة.
          (الدفء ما استدفأت به) من الأكسية والأبنية.
          (تدعون بالعشي وتسرحون بالغداة) أي: تردونها إلى مراحها، وهو حيث تأوي إليه، {وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل:6]: ترسلونها بالغداة إلى مراعيها، قال قتادة: وأحسن ما يكون إذا راحت عظاماً ضروعها، طوالاً أسنمتها.
          قوله: ({عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل:47] أي: تنقص) يقال: هو يتخوف المال؛ أي: يتنقصه ويأخذ من أطرافه.
          قوله: ({دَخَلاً بَيْنَكُمْ} [النحل:92] كل شيء لم يصح فهو دخل) قلت: وكذا الدغل، وهو الغش والخيانة.
          (قال ابن عباس: {حَفَدَةً} [النحل:72] من ولد الرجل) هذا أسنده ابن أبي حاتم من حديث سعيد بن جبير ومجاهد عنه. وعن مجاهد: ولد الولد. وقال ابن مسعود: الأصهار. وقال مجاهد: الخدم وقيل: الأعوان. وقال عكرمة: هو من تبعه من ولده، قال العوفي: هم بنو امرأة الرجل ليسوا منه.
          (السكر ما حرم من ثمرتها، والرزق الحسن ما أحل الله) أخرجه الحاكم، وقال مقاتل: هذه / الآية منسوخة بآية المائدة، لأن تحريم الخمر كان بالمدينة، والنحل مكية، وحكاه النحاس عن جماعة، ثم قال: والحق أنه خبر عما كانوا يفعلونه، لا إذن ولا نسخ فيه، وأنكر على أبي عبيدة السكر: الطعم.
          (وقال ابن عيينة: عن صدقة {أَنكَاثًا} [النحل:92] هي خرقاء، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته) قلت: ابن عيينة حكاه عن صدقة، عن السدي. كذا أخرجه الطبري وابن أبي حاتم. قال مقاتل: وهذه المرأة قرشية اسمها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وتلقب جعرانة لحمقها، كانت إذا غزلت الشعر أو الكتان نقضته، فلا هي تركته ينتفع به ولا هي كفت عن العمل. وزعم غيره بأنها ريطة بنت عمر بن سعد كانت خرقاء تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار ثم تأمرهن فينقضن جميعاً ما غزلن، هذا دأبها.
          وروى ابن مردويه في ((تفسيره)) عن ابن عباس من حديث ابن عباس أنها نزلت في التي كانت تصرع وخيرها ◙ بين الصبر والدعاء لها، فاختارت الصبر والجنة، قال: وهذه المجنونة، سعيدة الأسدية، وكانت تجمع الشعر والليف والأنكاث: ما نقض من الخز والوبر وغيرهما ليغزل ثانية.
          (وقال ابن مسعود: الأمة معلم الخير) هذا أسنده الحاكم من حديث مسروق عنه وقال: صحيح على شرط الشيخين.
          (القانت: المطيع) هو من تتمة كلام ابن مسعود، وقال مجاهد: كان مؤمناً بالله وحده والناس كلهم كفار.
          فائدة: الأمة لها معانٍ أخر: القرن من الناس والجماعة والدين والحين، والواحد الذي يقوم مقام جماعة وغير ذلك.