مجمع البحرين وجواهر الحبرين

الحديد

          ░░░57▒▒▒ سورة الحديد
          مدنية خلافاً للسدي. وقال الكلبي: فيها مكي ومدني. قلت: لأن فيها ذكر المنافقين، ولم يكن النفاق إلا بالمدينة، وفيها أيضاً: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحديد:10] ولم تنزل إلا بعد الفتح ولا قتال إلا بعد الهجرة، وصحح أبو العباس أن أولها مكي إلى قوله: {آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ} [النور:62] ومن قوله: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} [الحديد:10] إلى آخر السورة مدني. قال السخاوي: ونزلت بعد الزلزلة وقبل سورة محمد صلعم.
          (قال مجاهد: {جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ} [الحديد:7] فيه) أي: معمرين فيه. {مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الحديد:9]: من الضلالة إلى الهدى ({لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} [الحديد:29]: ليعلم أهل الكتاب) قلت: وقرأ سعيد بن جبير: (لكيلا يعلم أهل الكتاب). (الظاهر على كل شيء علما) كذا وقع: كل شيء، ولعله: بكل شيء.
          ({انظُرُونَا} [الحديد:13]: انتظرونا) قلت: وقرئ بفتح الهمزة؛ أي: أخرونا. وأكثر النحويين لا يجيزونه؛ لأن التأخير لا معنى له في الآية. وقيل: معناه: اصبروا علينا.
          قال والدي ⌂:
          قال تعالى: ({وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}) [الحديد:25] أي: جنة يعني: الترس وكل ما يستتر به وسائر الأسلحة قالوا ما من صناعة إلا والحديد آلة فيها أو ما يعمل بالحديد، وقال تعالى: ({هِيَ مَوْلَاكُمْ}) [الحديد:15] أي: النار أولى بكم أي: مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم.