مجمع البحرين وجواهر الحبرين

{والصافات}

          ░░░37▒▒▒ سورة الصافات
          مكية، وعن عبد الرحمن بن زيد: إلا: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصافات:51] إلى آخر القصة فنزلت بعد الأنعام وقبل لقمان، كما قاله السخاوي.
          قوله: ({يُنزِفُونَ} [الواقعة:19] لا تذهب عقولهم) قلت: هذا على قراءة كسر الزاي، ومن قرأها بفتحها: فمعناه لا ينفد شرابهم.
          قوله: ((قرين): شيطان) هو قول مجاهد، وقال غيره: كان من الإنس. قال مقاتل: كانا أخوين وقال غيره: كانا شريكين أحدهما خطروس وهو الكافر والآخر يهوذا وهو المؤمن وهما اللذان قص الله خبرهما في سورة الكهف(1).
          قوله: ({يُهْرَعُونَ} [هود:78]: كهيئة الهرولة) أي: من الإسراع وقال الحسن ومجاهد: يسرعون يزفون زفيف النعام، وهو حال بين المشي والطيران.
          قوله: ({وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} [الصافات:158] قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سَرَوات الجن، وقال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}: ستحضر للحساب) قلت: وهذا قول مجاهد، وقتادة: جعلوا الملائكة بناته. وسُموا جنًّا لاختفائهم عن الأبصار، وقال ابن عباس: هم(2) من الملائكة يقال لهم الجن ومنهم إبليس. وقال الحسن: أشركوا الشيطان في عبادة الله فهو النسب الذي جعلوه.
          قوله: ({مَّدْحُورًا} [الأعراف:18] مطرودا) قلت: ذلك في الأعراف، وأما هنا فلفظه: {دُحُورًا} [الصافات:9] أي: يبعدونهم عن منازل الملائكة، والطرد: الإبعاد.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: ذكر السهيلي في سورة الكهف في قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ} أن اسم الخير منهما تمليحا والآخر فوطس وأنهما شريكين. القصة)).
[2] في هامش المخطوط: في (ط): ((طائفة)).